رسالة الى ولد الرشيد: “أرَاكَ عَصِيَّ الدّمعِ شِيمَتُكَ الصّبرُ!!!!

المحرر الرباط

 

يبدو أن آخر كلمة ألقاها حمدي ولد الرشيد على مسامع أتباعه، مباشرة عقب انتهاء الانتخابات، تخفي وراءها جبلا من الهم و الحسرة على مقعدين كان هذا الرجل يراهن عليهما، و تحدث خلال الحملة بكل ثقة في النفس عن ضمانه لاكتساحهما، قبل أن يتفاجأ بنتائج اسفرت عن فوزه بمقعد يتيم، بعدما استطاع كل من مرشح الجرار و اخر عن المصباح، من انتزاعهما منه بكل سهولة، رغم ما خصصه استقلاليو العيون مجهودات في حملته الانتخابية.

 

علامات الحزن و الحسرة بدت واضحة على ملامح حمدي ولد الرشيد، رغم محاولاته الظهور و كأن شيئا لم يقع، لأن الرجل الذي ألف اكتساح الانتخابات في مدينة العيون، أصبح مهددا بمرشحين استطاعوا أن يتبثوا وجودهم، خصوصا مرشح العدالة و التنمية الذي يعتبر حصوله على مقعد بالبرلمان بمثابة معجزة تهدد مستقبل الميزان في المنطقة، وتوحي بوعي الساكنة التي كانت حتى الامس القريب تجمع على أن حزب الاستقلال هو المنقذ الوحيد في الصحراء، ما فتح المجال لحمدي كي يوسع من دائرة نفوذه حتى اصبح يشكل نقطة قوة باعرق حزب في المغرب.

 

ثقة الساكنة في حمدي ولد الرشيد، جعلت منه الرجل الاكثر قوة في الصحراء، و سهلت عليه مجموعة من الامور التي انتهت بايصال زوج ابنته الاول الى رئاسة الجهة و الثاني الى قبة البرلمان، بعدما تم وضعه على رأس لائحة الشباب، متقدما على أسماء قضت الحلو و المر في حزب الاستقلال، في لائحة ميزتها المحسوبية و هيمنة العائلة و المقربين، على حساب من يناضلون ليل نهار  داخل هياكل هذا الحزب العريق.

 

لا قوة فوق قوة الشعب، هكذا أرادتها ساكنة العيون أن تكون في انتخابات السابع من أكتوبر، بعدما استطاعت أن تكردع ولد الرشيد في مقعد لم يستطع حتى الهمة قبلهم أن يكردعه فيه، قبل مغادرته للساحة السياسية، الشيء الذي يمكن اعتباره انذارا من المواطن البسيط لرجل استطاع بفضل الانتخابات أن يحصل ثروة لا تعد ولا تحصى، بعدما كان مجرد موظف متواضع، ورسالة قوية للدولة، تتضمن ايحاءات  حول ضرورة الاستغناء عن النخبة التقليدية، و الدخول في حوار مباشر مع الموطن دون وساطة أحد.

 

وان لم يستطع حمدي ولد الرشيد الذي تحسب له الدولة ألف حساب، الحصول على أكثر من مقعد، اي ثقة ثلثي المصوتين، في وقت لم يقنع أكثر من هؤلاء بالتصوبت و لو لحساب شخص آخر، فهذا يعني أن حسابات الجهات المعلومة خاطئة بنسبة كبيرة، وانه سيأتي يوم، نتفاجؤ فيه باختيار المواطن لشخص اخر يمثله في البرلمان، و هو اليوم الذي على ما يبدو من خلال كلمة ولد الرشيد أنه يخشاه و على يقين من أن موعده قد اقترب.

زر الذهاب إلى الأعلى