جريمة شمهروش ومسؤولية صناع الإرهاب والجهل

المحرر ـ  عبد الرحيم زياد

قبل ان يجف دم السائحتين المغدورتين نحرا وظلما وجهلا وعدوانا ،بمنطقة شمهروش، وسعيا لترميم زلاته، انبرى حزب العدالة والتنمية، لوضع بعض مساحيق تبييض على وجهه الذي لا تزيده الايام الا سوادا، وخرج عبر  آلته الدعائية المدعو “احماد القباج”، بتدوينة على صفحته الفايسبوكية جاء فيها ” انهم ـ يقصد مرتكبي المجزرةـ مرضى نفسانيون لا يجدون ما يسكنون به الاختلال النفسي إلا بأفعال متطرفة من ذلك القبيل؛ وهي حالة شبيهة بحال أولئك الذين لا يهدأون إلا بتناول نوع أو أنواع من المخدرات؛ وهكذا أصحاب هذا المرض يجدون في الأفكار والسلوكيات المتطرفة مسكنا لألمهم”.

المطلع على تدوينة المدعو احماد القباج وما جاء فيها ستيفاجىء لمستوى التضليل والدجل الذي ما فتىء هذا الشخص يروجه، ولا يضاهيه في ذلك الا إخوته في حزب العدالة والتنمية، المحترفين في نشر أفيون الجهل والتطرف في أوساط المجتمع المغربي، فمن خلال الأفكار الوهابية المستوردة والمتشددة ، والمليئة بسموم التشدد، والمبنية على تفسير الدين على الهوى والمصالح، واتخاذه مطيه لتحقيق مكاسب ومنافع دنيوية ومادية، مقايل شحن ادمغة الناس بالجهل، وهي اخطر فعلا من أمر المخدرات، التي يدعي ان قتلة توبقال ضحيتها، وأخطر وباءا من الأمراض النفسية التي يزعم ان القلة مصابون بها، وفي الحقيقة ان أشد انواعالمخدرات هي التي دأب هو نفسه على نشرها في صفوف اتباعه ومريديه، والتي تكفي لتحفيزهم وشحنهم نفسيا، نويا لارتكاب أفظع الجرائمم من مثل ما ارتكب سفاحوا جبل توبقال، وما ارتكب سابقوهم بفندق اطلس اسني في التسعينات وفي تفجيرات 16 ماي 203، والتي تمت كلها تحت يافطة الدين وباسم افكار من مثل ما ينشرها احماد القباج وغيره.

ان مواجهة مثل هذا الفكر الدموي الداعشي، تتطلب تحديات كبيرة، ومجهودات جسيمة من طرف اجهزة الأمن وهو ما تقوم به مشكورة، والدليل انها وفي وقت قياسي، تمكنت  من اعتقال المجرمين الذين لهم علاقة بهذه الفعلة الاجرامية الشنيعة، والغريبة عن عادات و تقاليد المغاربة المبنية على التعايش والتسامح، لكن المقاربة لا تكفي مع هذا الفكر الذي يتخذ له قداسة و حصانة مبنية على اصول دينية وفتاوى وتفسيرات، لذا فالأمر معالجة أكثر فعالية ونجاعة،لأن المقاربة الأمنية لا تكفي لمواجهته

الحذر من ما يفعل ويقول “احماد القباج” والحامل لبطاقة الصحافة والتي لا ندري وفق اي شروط وظروف سلمت له، حذر واجب مادام ينشر سمومه المستوردة والممولة باموال النفط الخليجي، والتي تشكل خطرا محدقا بأمن وسلامة هذا البلد المتميز بخصائصة الحضارية والدينية والفكرية. والمبني على اسلام الوسطية والاعتدال والمؤسس على دستور ومؤسسات.

والحذر ايضا ينبغي ان يظل قائما مادام فينا من ينطق جملة “لن نسلمكم أخانا” ، لأن الأمر والحالة هذه أضحى مدعاة للقلق من غدر ثعابين ومكر ذئاب لا تبرح جحورها، وتتحين الفرص للظهور متى تحقق لها ذلك. ومستعدة ان تقوم بأي شيء ي سبيل تحقيق غاياتها الدنيئة، خاصة والقضاء المغربي يباشر النظر في قضية لها علاقة ايضا بالنحر والدم، قضية الطالب المغدور “ايت الجيد”والمتابع فيها” عبد العالي حامي الدين ” احد قياديي حزب البيجيدي.

خلاصة القول يمكن أن أقول أن هناك من يساهم بفكره الضال، في نشر مجرمين من مثل سفاحي جبل توبقال، من أولئك  الطامعين في الجنة والحور العين، والمستعدين بفكر مغلوط  الى فعل أي شيء بما في ذلك القتل والسكين، تقربا وزلفى من الله وفق الديماغوجية السوداء التي تم زرعها فيهم من قبل شيوخ و دعاة الضلال والظلام، كما حدث ذات تسعينيات بفاس وذهب ضحيتها الطالب “ايت الجيد” وكما حدث للسائحتين بمنطقة” شمهروش”، فرغم اختلاف مكان ووقت الجريمتين، فان اهدافهما واحدة، والفاعل والمجرم واحد انه التطرف.

هي معركة كبيرة تتنظر كل القوى الحية من التنويريين والحداثيين للتصدي لهذا الفكر المسموم والمتعفن القاتل ، لأنه بكل بساطة من الممكن أن يكون داخل كل أسرة مغربية إرهابي في طور التكوين. رضع من حليب حركة او حزب او سمع موعظة من شيخ مثل شيخهم “احماد القباج”

 

زر الذهاب إلى الأعلى