قيم المواطنة في خطر و الدولة في سبات عميق

المحرر الرباط

 

لاشك أن عملية احراق العلم الوطني أمام مقر البرلمان، يعتبر معيارا للتدني الذي تعيشه القيم الوطنية في بلادنا، و غياب دور الاسرة و المجتمع و المدرسة في تتبيث هذه القيم داخل قلوب الاجيال الصاعدة، التي عبرت مبكرا عن معيار الوطن داخل قلوبها، و كشفت للدولة أن البلاد تعيش منعطفا خطيرا منذ اعتلاء الاسلاميين رئاسة الحكومة.

 

و قد يتساءل العديد من القراء المحترمين عن علاقة الاسلاميين بما وقع اليوم أمام قبة البرلمان، و هنا سنعود الى الجيل الذي أحرق العلم الوطني اليوم، و كم كان عمره عندما ترأس عبد الاله بنكيران الحكومة سنة 2011، حيث كان أغلب من خرج للتظاهر اليوم يتابع دراسته في المستوى الابتدائي، و أكبرهم كان في السنة الاولى او ثانية اعدادي.

 

لا يوجد من يشكل خطرا عن قيم المواطنة في بلادنا، مثل الحزب الاسلامي، الذي سعى منذ أول يوم فاز فيه برئاسة الحكومة، الى السيطرة على مفاصل الدولة، و التغلغل في القطاعات الاجتماعية، لدرجة أنه تمكن من استقطاب وزير للتعليم ترعرع في حضن الاستقلال الى صفه، في وقت كان “كروش لحرام” يتهافتون على الوزارات السيادية تاركين التطرف يتغلغل في المجتمع.

 

العدالة و التنمية، و من خلال السنوات التي قضاها في قيادة الحكومة، استطاع أن يضع اعينه في كل مكان، و تمكن من السيطرة على مناصب حساسة في جميع القطاعات الاجتماعية، قبل أن يشرع في ضرب تماسك المجتمع عبر عدة اجراءات لم تكتمل عنوة، حتى يتم ايهام المواطن بأن التماسيح و العفاريت تقف حجرة عيراء امام محاربة الفساد، فلا لوائح الريع التي وعد بها الرباح قد نشرت، ولا الدعم الذي وعد به بنكيران الارامل قد صُرف، ولا حتى الاشباح الذين توغد الوفا بمحاربتهم قد عادوا الى عملهم.

 

العدالة و التنمية عرفت جيدا استغلال وسائل التواصل الاجتماعي لصالحها، عكس الدولة التي استيقظت متأخرة، و كانت على يقين من انها امام جيل ذكي و متلائم مع التطور التكنولوجي رغم صغر سنه، و لهذا فقد استغلت كل كبيرة و صغيرة حتى تشحن الجيل الذي يحرق العلم الوطني ضد المسؤولين، و استطاعت ان تقنعه بأن البيجيدي ضحية للتماسيح و العفاريت، و النتيجة هو ان تلاميذ اليوم يؤكدون على ان العثماني لا حول له ولا قوة، و يلمحون الى ان هناك من يضغط عليه….

زر الذهاب إلى الأعلى