“ضيعة مول افريقيا” ج28: مديرة ديوان من كوكب اخر

المحرر الرباط

 

كما سبق و أن اشرنا الى ذلك في مقالات سابقة، فان تطرقنا للتجاوزات التي تعيشها وزارة الفلاحة التي يقودها عزيز اخنوش منذ زمن طويل، لا يعني بالضرورة تحاملنا على اية جهة كيفما كان موقعها، ولا يمكن باي حال من الاحوال أن يكون بسبب توجيه انتقادات مجانية لهذا المسؤول أو ذاك، بقدر ما هو انسجام مع التوجه الملكي السامي الرامي الى اصلاح الادارة، و الكشف عن عيوبها للمسؤولين، لعل و عسى تجد مقالاتنا اذانا صاغية، تفتح تحقيقا على هامشها، فتضرب بيد من حديد على المتجاوزين.

 

و اذا كانت سلسلة المقالات التي سبق و ان نشرناها على موقعنا قد تطرقت للاختلالات، التي تعيشها مجموعة من المرافق بوزارة الفلاحة، فلا بأس أن ننوه بمن يستحق التنويه، و أن نشجع كل مسؤول نزيه و لو بالكلمة الطيبة، التي قد تكون منطلقا تحفيزيا للعمل أكثر، لأن مقالاتنا لا تجزم بان الادارة فاسدة، بقدر ما تؤكد على أنها تضم النزهاء و “المخلوضين”، و تجمع بين الاستقامة و الاعوجاج، في وقت نعلم فيه علم اليقين بأن وزارة الفلاحة شانها شان باقي المؤسسات، تضم موظفين نزهاء، يخدمون وطنهم بكل تفاني و اخلاص.

 

و من منطلق “من لم يشكر الناس لم يشكر الله”، لابد من التنويه بمديرة ديوان عزيز اخنوش، التي تم استقدمها كبديلة للسيدة التي لاتزال تركتها تصول و تجول في الادارة، فأبانت عن نزاهة في العمل، و ترفعت عن السقوط في خنادق بعض الجهات، و هي نفس السيدة التي حرمت من منصب مديرة مركزية، لاسباب يعلمها الجميع، فعادت الى الوزارة منصوفة مرفوعة الرأس.

 

مصادرنا داخل وزارة الفلاحة، تؤكد على أن السيدة جليلة، و منذ قدومها الى ديوان عزيز اخنوش، استطاعت ان تنتزع لنفسها هيبة استثنائية، و تمكنت بفضل نزاهتها و سلوكها المستقيم، من كسب تقدير و احترام الموظفين، خصوصا الصغار منهم، و الذين يؤكدون على أن هذه السيدة قد أعادت للادارة هيبتها، و جعلت من ديوان الوزير، مصلحة تحكيم لا يظلم عندها احد.

 

ان اهم ما تميزت به مديرة ديوان عزيز اخنوش، هو انكبابها على ممارسة مهامها بعيدا عن الضوضاء و الجعجعة، و منعها للمتطفلين من الاقتراب من أعلى مصلحة في الوزارة، الشيء الذي اعاد للديوان هيبته، و جعل الجميع متساوون أمام قوة القانون، الذي كان حتى الامس القريب مغتصبا في كثير من الاحيان، هذا بالاضافة الى الترفع عن الخوض في المواضيع الهامشية مع الموظفين، و الابتعاد عن ربط علاقات المجاملة و الصداقة مع المسؤولين.

 

و اذا كان عزيز اخنوش، قد عاش حقبة داخل وزارته، و هو خارج التغطية، بسبب التستر على مجموعة من الامور التي لم يعلم بها الى حدود الساعة، فان تعيينه لجليلة على راس ديوانه، قد جعله على اطلاع بما يقع داخل مختلف المديريات، التي لم يعد بامكانها ستر أبسط المستجدات خوفا من العقاب، هذا في وقت يؤكد فيه عدد كبير من الموظفين على ان العمل داخل الوزارة قد اصبح اكثر تحفيزا منذ وصول جليلة الى ديوان الوزير.

زر الذهاب إلى الأعلى