في المغرب: هناك التواضع و هناك الحموشي

المحرر الرباط

 

هل سمعتم في يوم من بشرطي من درجة حارس أمن يعتذر لمواطن على تجاوز طاله، قبل أن تسمعوا بالمدير العام للأمن الوطني، و ما أدراك ما المدير العام للامن الوطني، يستدعي مواطنا في شهر الرحمة و الغفران كي يعتذر منه على ما أصابه جراء تصرف انفرادي كان لصاحبه العقاب اللازم؟؟؟

 

تصرف عبد اللطيف الحموشي، و رغم أنه يعتبر سابقة يجب أن يسجلها التاريخ بحبر من ذهب، الا أنها ليست بالغريبة على شخص أشهر من نار على علم بتواضعه و بشخصيته الطيبة في التعامل مع الاخر، خصوصا عندما يتعلق الامر برجل اسمه عبد اللطيف الحموشي، ذلك الانسان الذي جنب المغرب حمامات من الدم، و تسلق سلاليم المجد عن جدارة و استحقاق، ودون أن يؤثر نجاحه المهني على شخصيته الراقية.

 

استقبال المدير العام للامن الوطني، لمواطن بسيط جدا، لا يمتلك سوى دراجة يكسب باستغلالها قوته اليومي، يحمل بين طياته العديد من المعاني، لعل أهمها هو الانسجام التام للحموشي، مع الاستراتيجية الملكية الرامية الى جعل المواطن سيدا تخدمه الادارة، و اعتذار المدير من المعني بالامر، هو دليل على أن الادارة العامة للامن الوطني قد تغيرت بالفعل، و أن صفحة العهد القديم قد طويت بشكل نهائي و الى الابد.

 

و إذا كان رمز التواضع في المغرب هو جلالة الملك، الذي لا يمكننا أن نضع أيا كان في مرتبته، فإن عبد اللطيف الحموشي  قد يكون أول مسؤول يتلقى الاشارة من الخطابات الملكية و ينسجم معها قلبا و قالبا، متخدا الملك قدوة له في التواضع و الانفتاح على المواطن، فهنيئا لنا بهذا الرجل و هنيئا للوطن به.

زر الذهاب إلى الأعلى