رسالة الى أمناء الاحزاب: أين كنتم “قرن و زمارة هادي”؟

المحرر الرباط

 

في خطوة تتثير السخرية و الشفقة في آن واحد، أجمع الأمناء العامون للأحزاب السياسية الممثلة في البرلمان، اليوم الأحد بالرباط، على أن المنعطف الحاسم الذي تمر به قضية الوحدة الترابية للمملكة، على ضوء الاستفزازات التي تقوم بها العناصر الانفصالية خلال الآونة الأخيرة، بدعم من خصوم المغرب، يستوجب القيام بتعبئة وطنية شاملة على مختلف الجبهات.

 

صحوة الامناء العامين للأحزاب، و اجماعهم على ضرورة القيام بتعبئة شاملة، تجعلنا نتساءل عن التعبئة التي تمكنوا من إقرارها خلال آخر استحقاقات انتخابية في بلادنا، في ظل نسبة المشاركة المنخفضة جدا في هذه الانتخابات، و التي أبانت أن هؤلاء الاشخاص لم يتمكنوا من تعبئة المواطن خدمة في مصالحهم السياسية التي يموتون و يحيون لأجلها، فبالاحرى تعبئة المواطن لاجل قضية تشكل آخر اهتمامات السياسيين بالعودة الى غيابها عن أنشطتهم منذ سنوات.

 

نتساءل كما يتساءل عدد من المواطنين المغاربة، و خصوصا الصحراويين منهم، عن محل اعراب الامناء العامين للاحزاب السياسية من قاموس القضية الوطنية طيلة السنوات الفارطة؟ و عن عدد الانشطة المتعلقة بهذا الملف التي نظمتها أحزابهم في ظل الملايير التي تُضخ في صناديقها كل سنة، بل و أنموقف السويد من قضية الصحراء دفع الدولة الى اللجوء لخدمات حزب نبيلة منيب الاقل تمثيلية في البرلمان.

 

على العموم، فإن صحوة الجهات السياسية في بلادنا، و لو أنها جاءت جد متأخرة، لا يمكن بأي حال من الاحوال أن تعطي ثمارها، مادام أن نفس المحامي الفاشل هو الذي يتحكم في خيوط اللعبة، و طالما أن الدولة تعتمد على نفس الوجوه المتآكلة التي أصبحت مضرب مثل في الانتهازية و البراكماتية لدى الرأي العام في الصحراء، في وقت يتواصل فيه اهمال المصالح المعنية للجبهة الداخلية ببلادنا.

زر الذهاب إلى الأعلى