رسالة الى الخارجية و أجهزتها: “هاتوا جمعياتكم ان كنتم صادقين”

المحرر العيون

 

هل تعلمون بأن جمعية تاسست في انجلترا، لا يتجاوز عدد اعضائها عدد اصابع اليد، هي من قامت بوضع شكاية للطعن في اتفاقية الصيد البحري المبرمة بين المغرب و الاتحاد الاروبي، لدى المحكمة الاروبية، و تسببت في انتكاسة لدى المغاربة بعدما وصف قرار المحكمة في نسختيه الانجليزية و الاسبانية المملكة المغربية باحتلال الصحراء؟

 

تمكن هذه الجمعية من الوصول الى هدفها، لا يعد انتصارا في اطار الديبلوماسية الموازية، بقدر ما هو انتصار على الدولة المغربية برمتها، خصوصا و أن الامر يتعلق باتفاقية لطالما راهن عليها المغرب، ليس من أجل الانتعاش الاقتصادي، و انما في اطار حربه على البوليساريو، خصوصا و أن السردين المغربي يباع في اوروبا باثمنة تقل عن تلك التي يدفعها المغاربة حتى يتمكنوا من قليه أو تناوله مشويا.

 

و اذا كانت الجهات الرسمية تتحدث عن كيان وهمي، او جمهورية فاقدة لمكونات الدولة، فكيف يحقق الموالين لها هكذا انتصار على دولة ذات سيارة، و تربطها علاقات تاريخية مع الدول الاروبية، بل و تعتبر أول دولة تعترف باستقلال امريكا حسب ما يرويه المجتهدون، اذا لم يكن هناك خلل لابد من معالجته، و اذا ما كانت الاستراتيجية الديبلوماسية للدولة المغربية في دفاعها عن اراضيها فاشلة بكل المقاييس، و لا تستطيع حتى قطع الطريق على من تعتبرهم مرتزقة، ولا تعترف بتواجدهم.

 

جمعية انفصالية تاسست في بريطانيا، استطاعت أن تصل الى قلب القضاء الاروبي، و أن تتسبب لعدد من الوزراء في الارق الشديد، بينما عجزت أجهزتنا المحترمة عن ذلك، رغم ما تصرفه من اموال طائلة على اشباه الجمعويين المتكتلين في هيئات مجهولة، و فاقدة للمصداقية خارج الوطن، بل و الادهى من كل هذا، هو متابعتنا لمن يتم تمويلهم و هم يتبادلون التهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أكثر من جدالهم مع الانفصاليين في بلدان اقامتهم.

 

اليوم و نحن نتابع تحركات الانفصاليين على مستوى عدد من دول العالم، في اطار جمعيات تنظم انشطة متواضعة، و تحسن الترويج لها اعلاميا على جميع المستويات، نتساءل عن القيمة المضافة التي تشكلها الجمعيات التي يؤطرها المغاربة تحت ذريعة الدفاع عن القضية الوطنية، و نقول لوزارة الخارجية في بلادنا و أجهزتها: “هاتوا جمعياتكم ان كنتم صادقين”.

زر الذهاب إلى الأعلى