العدمية و التطرف: حائل يحول بين ساكنة جرادة و الاستقرار

سالم باحنيني المحرر

 

نتساءل كما يتساءل عدد من المتتبعين للشأن المحلي بجرادة، عن الاسباب التي تدفع عددا من الجهات الى مواصلة الاصطياد في المياه العكرة، رغم كل ما فعلته الدولة تفاعلا مع الحراك في منطقة جرادة، و رغم أن وفدا حكوميا يترأسه سعد الدين العثماني شخصيا قد انتقل الى عين المكان، و جلس مع فعاليات المجتمع المدني هناك قبل أن يتفق الجميع على مجموعة من المشاريع قد بدأت تتحقق على أرض الواقع.

 

و إذا كانت الدولة قد انسجمت مع مطالب الساكنة بشكل تام، و استجابت للشعارات التي رفعها النشطاء في حدود المعقول، و باجماع جميع المتتبعين، فإن تمسك العدل و الاحسان و معها بعض العدميبن، في تحالف شاذ، و لا يقبله منطق، يبقى غير معقول و ينم عن أغراض لا علاقة لها بمصالح الساكنة و بأمن و استقرار المنطقة، خصوصا و أن لهؤلاء سوابق في مثل هذه المواقف في عدد من المناطق لعل آخرها الانفلات الذي وقع بمنطقة الريف، و ما تخلله من فرضى انتهت بالزج بمجموعة من المغرر بهم في السجن بينما رؤوس الفتنة في رغد و نعيم.

 

رؤوس الفتنة التي تتمثل في قيادات العدل و الاحسان و بعض الوجوه المعروفة في الحانات و العلب الليلية، انتقلت لتمارس أنشطتها المذرة للدخل من خارج الوطن، بمنطقة جرادة، و بدأت تستغل وسائل التواصل الاجتماعي، و نفس الحيل و الخبث، من أحل تحريض الساكنة على الخروج لاثارة الفوضى، لعلها تقتنص ضحايا جدد تستعملهم كحصان طروادة، حتى لا ينقطع الدعم الذي تتلقاه من جهات تسعى الى اثارة البلبلة بوسائل باتت معروفة منذ اندلاع ما يسمى بثورات الربيع العربي.

 

و على مايبدو فإن العدل و الاحسان التي فشلت في الركوب على مجموعة من الاحداث، تحاول اليوم تعقيد الامور في مناطق متعددة ببلادنا، و ذلك من خلال ممارسة سياسة التخلويض و اللعب على الاوتار الحساسة للمواطن، باستغلال الدين، بغية عرقلة التنمية المستدامة التي تعيشها بلادنا، و بهدف الحفاظ على المياه العكرة التي ألفت الاصطياد فيها، حتى تحتفظ بسيرورة الدعم الوافد من الخارج، و تواصل ممارسة ابتزازها للدولة.

 

زر الذهاب إلى الأعلى