زيان و قصة الاعرابي الذي تبول في بئر زمزم

سالم باحنيني المحرر

 

يحكي الإمام ابن الجوزي: “بينما الحجاج يطوفون بالكعبة ويغرفون الماء من بئر زمزم قام أعرابي فحسر عن ثوبه، ثم بال في البئر والناس ينظرون، فما كان من الحُجّاج إلا أن انهالوا عليه بالضرب حتى كاد يموت، وخلّصه الحرس منهم، وجاؤوا به إلى والي مكة، فقال له: قبّحك الله، لِمَ فعلت هذا؟ قال الأعرابي: حتى يعرفني الناس، _ ويذكروني ولو بالسب واللعنات”.

 

قصة الاعرابي الذي تبول في بئر زمزم، تنطبق في كثير من تفاصيلها على المحامي محمد زيان، الذي يبحث له منذ مدة عن الشهرة و لو باللعنة، خصوصا في ظل شطحاته التي عقبت وقف الدعم عن حزبه الذي عجز عن خوض غمار الانتخابات، رغم الاموال الطائلة التي كانت وزارة الداخلية تضخها في صناديقه.

 

الاختلاف بين قصة الاعرابي و محمد زيان، يكمن في عدم ذكر الراوي لتصرفات صدرت عن الاول تتناقض و حكاية تبوله في البئر، كما هو الشأن بالنسبة للمحامي القدير، الذي غير من مواقفه بشكل كبير، و تحول من مدافع شرس عن النظام ، الى ناشط يدافع عن حقوق المواطن و ثروات البلاد، و يترافع ضد الدولة التي كانت تحتضنه قبل ان يتبين لها أن الامر يتعلق بسياسي بيته اهون من بيت العنكبوت.

 

و يكفي أن نستحضر مواقف محمد زيان ابان التسعينات، و كيف ساهم في سجن نوبير الاموي في قضية ترافع فيها لصالح الحكومة، ثم تعامله مع السرفاتي و تسببه في مغادرته لارض الوطن عندما كان وزيرا لحقوق الانسان، حتى نكتشف بأننا امام حالة نفسية مضطربة، تجمع بين السكيزوفرينيا و الابتزاز، لغاية استرجاع أموال هي في الاصل تعتبر ريعا، و تصرفها الاحزاب دون وجه حق.

 

من يعرف محمد زيان، يعلم جيدا أن الرجل سبق و أن هاجم معتقلي تازمامارت عندما كان وزيرا، بل و اتهمهم في لقاءات صحفية بالقتل، و هو ما يمكن لاي شخص أن يطلع عليه في السيرة الذاتية لمنصف المرزوقي “تازمامارت” في الصفحتين 401 و 402، حيث روى المرزوقي تفاصيل لقائه مع زيان عقب تعيينه وزيرا لحقوق الانسان، و كيف وجه له الخطاب قائلا: “احمد الله لي مازال عايش”، ردا على طلب تعويض تقدم به الرجل الى الوزارة.

 

محمد زيان، المزداد بالديار الاسبانية، أراد بدوره أن يتبول في بئر زمزم، لكن على طريقته الخاصة، و باستغلال صفته كمحامي، فراح يترافع في مجموعة من القضايا التي استاثرت الراي العام، محاولا ترقيع البكارة التي فقدها نتيجة ارتمائه سابقا في سرير المخزن، غير ان نسي او تناسى بأن التاريخ لا يرحم احدا، و بأن لعنات كل من الاموي و السرفاتي و المرزوقي و غيرهم ستشكل ذلك الشبح الذي سيحول دون أن يتمكن اطباء العالم من ترقيع بكارته.

 

و لو أن الرأي العام علم بأن النقيب محمد زيان، الذي يتبنى عددا من القضايا الاجتماعية، هو نفس الشخص الذي وصف معتقلي تازمامارت بالقتلة، و تسبب في مغادرة فيليب السرفاتي للمغرب، لكان نصيبه من كل زيارة لاحدى المدن التي حل بها، صناديق من الطماطم الفاسدة، يرشق بها أينما حل و ارتحل، حتى يعود ادراجه حيث يعيش في رغد و نعيم و يترك الشعب يناضل لاجل حقوقه بعيدا عن المزايدات السياسية، و سياسة الضرب من تحت الحزام.

 

زر الذهاب إلى الأعلى