كرانس مونتانا: حالة شاذة للترويج لقضية الصحراء

المحرر العيون

 

في الوقت الذي لاتزال فيه إحدى شركات التواصل تهيمن على منتدى كرانس مونتانا، و تنتقي ما يحلو لها من المنابر للمشاركة في فعاليات هذه التظاهرة، يتساءل عدد من المتتبعين للقضية الوطنية حول الخلفيات التي تجعل وزارة الداخلية تمنح صفقة التواصل لهذه الشركة دونا عن عشرات الشركات المتنافسة في مجال التواصل.

 

الشركة التي أصبحت مصدرا لأكثر من علامة استفهام، حول السر وراء انفرادها بصفقات الاعلام المرتبطة بكرانس مونتانا، سارت على نهج شاذ لا يمكن بأي حال من الاحوال خدمة القضية الوطنية، خصوصا في ظل استبعاد المنابر الاعلامية المحلية في الصحراء، و التي تتوفر على اعلاميين ملمين بالقضية الوطنية و مؤثرين في المجتمع الصحراوي، عوض تنظيم رحلات استجمام لصحافيين من منابر لا تكتب عن القضية الا في المناسبات.

 

و إذا كان مبدأ التواصل في المجال الاعلامي يرتكز على اختيار المنابر المرتبطة بمجال نشاط التظاهرات المنظمة، و التي قد تنجح في ايصال الرسالة بطريقة سلسلة للرأي العام المعني بالامر، فإن استثناء المنابر الاعلامية الصحراوية، يعد تكريسا لمنهج الاقصاء الذي يطال الفعاليات الصحراوية، و الذي لطالما شكل خللا في تعاطي الدولة مع ملف عمر لعقود دون حل.

 

ما فائدة كرانس مونتانا طالما أن الصحراويين لن يقرؤوا خبرا واحدا عن فعالياته؟ و طالما أن المنابر التي يتم استدعاؤها لتغطيته لا تشكل أولوية بالنسبة للقارئ في الصحراء؟ سؤال يطرح نفسه كلما علمنا بأن الشركة المكلفة بالتواصل قد اعتمدت على استدعاء منابر خارج مناطق النزاع، و تركت القارئ الصحراوي فريسة سهلة للمنابر الموالية لقصر المرادية، و التي لذالما هاجمت المنتدى بقرائن لم يعقب عليها أحد في ظل غياب الالمام لدى الصحافيين المشاركين فيه.

 

و إذا كانت الدولة تشرك الكوركاس في المفاوضات مع البوليساريو، و تتكلف بمصاريف تنقل رئيسي جهتي العيون و الداخلة للحوار مع المبعوث الاممي، و تسعى دائما و دوما الى اشراك الصحراويين في الجلسات العمومية بالمنطمات الحقوقية عبر مختلف دول العالم، فإن لشركة التواصل المذكورة أعلاه، منطق آخر غير مفهوم، سيبقى تهميشا و استثناءا للمكون الاعلامي الصحراوي من منتدى يهم الصحراويين قبل أي كان، بينما ستبقى مسألة استحواذ الشركة على هذه الصفقة تشكل علامة استفهام كبيرة، حتى نلتقي بالحاج تابث يوم القيامة كي يشرح لنا السبب.

زر الذهاب إلى الأعلى