عفوا “جناب الوكيل” فان اعتقال بوعشرين له علاقة بالصحافة

المحرر الرباط

 

أصدر الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف بالدار البيضاء، بلاغا، اوضح من خلاله تفاصيل اعتقال الصحافي توفيق بوعشرين، و أكد في ختام بلاغه على أن هذا الاعتقال لا علاقة له بممارسة بوعشرين لمهنة الصحافة، و ذلك بعدما اشار الى أن الامر يتعلق بشكايات تتهمه بالاغتصاب و التحرش، الجريمة الذي يعاقب عليها القانون الجنائي.

 

و رغم اننا لا نفقه في القانون ما يعلمه السيد الوكيل العام، الا اننا نختلف معه في الشق المتعلق بغياب علاقة بين ما اقترفه بوعشرين و ممارسته لمهنة الصحافة، بل و نؤكد بأن العامل الاساسي في كل هذه القصة هي صاحبة الجلالة التي تحولت من مهنة سامية، الى وكر تستغل فيه الصحافيات من طرف أرباب المنشات الصحفية.

 

القضية مرتبطة بشكل مباشر بمهنة الصحافة، لأن الجاني فيها صحافي، و الضحية صحافية، و أداة استعمال الجريمة هي استغلال النفوذ الاعلامي لصاحب الجريدة، و لولا المهمة الاعلامية التي يمارسها بوعشرين “مدير نشر” لما تجرأ على التحرش بصحافية، و لما التقاها بالاساس، لهذا فنحن نرى بأن مسرح الجريمة هي مهنة الصحافة التي جمعت مكوناتها تحت سقف واحد.

 

“مايصة” تحدث من خلال تدوينة لها عن اعتقال بوعشرين، و ربطته بالمنتظم الدولي و الاتحاد الافريقي، بل و مشهد تعمدت خلاله الحديث عن القضية الوطنية أكثر من مرة، و حاولت عبره مهاجمة جهات كانت حتى الامس القريب من بين احبابها، لكن و للاسف لم تتحدث عن نظرة هولاندا و يساريي العالم و المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا… عندما سيقرؤون في الجرائد أن صحافتنا لاتزال مرتعا لمدراء نشر يستغلون الصحافيات.

 

اخرون حاولوا الربط بين قضية بوعشرين، و اعتقال طارق رمضان بفرنسا بطريقة تغير المفاهيم، و تروج لنظرية المؤامرة، و ليثهم ربطوا بين القضيتين بشكل موضوعي، يبين كيف ان الكبث يشكل هاجسا لدى عدد من الاسلاميين، و كيف أن العلاقات الجنسية الغير شرعية، أصبحت تعشعش داخل الجماعات التي تتبنى المرجعية الدينية، ليس فقط في المغرب و انما عبر مختلف دول العالم.

 

و لأن كل اناء بما فيه ينضح، فان مايصة، لم تجد من حل لما اعتبرته تحاملا من المخزن على معارضيه، سوى القطع، أو بتعبير اصح “البتر”، حيث دعت كل معارض للدولة بأن “يقطعه”، و لم تدعو الى الزواج أو على الاقل الاختباء عن اعين الناس، بل و حتى جميع مقارناتها جاءت من فراغ، خصوصا و أن المخزن في المغرب و في فرنسا، لم يعتقل بوعشرين و لمجرد و رمضان، بعد مداهمة منازلهم، و انما بسبب شكايات تقدمت بها الضحايا الى النيابة العامة.

 

قضية توفيق بوعشرين، لابد أن تشكل حدثا بالنسبة لجميع النشطاء الاعلاميين، بمن فيهم النقابة الوطنية للصحافة، و التي من الواجب أن تتضامن مع الزميلات ضحايا التحرش، ضد صاحب جريدة تحرش بهن، تماما كما فعلت مع زميلة تعسف عليها مدير “لاماب”، و كما سبق و أن فعلت مع عدد من الصحافيين، و لهذا فنحن نرى بأن فعلة توفيق، مرتبطة بالصحافة قلبا و قالبا، ولا يمكن الفصل بينهما.

زر الذهاب إلى الأعلى