بوعشرين يؤكد للمغاربة على أن “أولاد عبد الواحد واحد”

سالم باحنيني المحرر

 

ابتلع عدد من المتضامنين مع الصحفي توفيق بوعشرين السنتهم مباشرة عقب اعلان الوكيل العام ادى محكمة الاستئناف عن السبب الحقيقي وراء اعتقاله، خصوصا و أن الامر يتعلق باغتصاب و تحرش، بينما شكل مناضلو الدفاع عن حقوق المرأة كتلة في اوساط المتضامنين مع الصحفي الذي ربما ستسقط عنه ورقة التوت اذا ما ادانته المحكمة بالمنسوب اليه.

 

منذ الوهلة الاولى و انا اتساءل عن السبب الذي يجعل النيابة العامة تغامر في اصدار تعليمات بمتابعة بوعشرين في حالة سراح، خصوصا و ان الرجل له ما له من أتباع يشكل مناضلو حزب العدالة و التنمية السواد الاعظم من بينهم، فكانت تكهناتي في محلها، بعدما استبعدت ما اثير من تعاليق حول هذا الموضوع، و تحفظت على التضامن مع الصحافي طالما أن السبب الحقيقي من وراء اعتقاله لم يعرف بعد.

 

تورط توزفيق بوعشرين، في قضية اغتصاب، تعيد الى الأذهان دفاعه عن الشيخ المختفي عن الانظار عمر بنحماد، و الداعية الفاضلة فاطمة النجار، و كيف كان صاحبنا متمسك ببراءتهما، رغم أنهما قد اعترفا بما أثير حول قضيتهما في محاضر رسمية، و يعيد طرح السؤال المتعلق بما اذا كان اسم الاسلاميين في المغرب و من يدور في فلكهم مرتبط بالجنس و العلاقات الغير الشرعية، و لماذا لم نسمع قط بتورط شخص يساري أو شيوعي في قضية متعلقة هذا الموضوع، بقدر ما تتوالى فضائح المنتمين لزمرة من يدعون انهم اسلاميين؟

 

ما يجب على كل شخص يدافع اليوم على توفيق بوعشرين، و يتضامن معه، أن يقف وقفة تأمل، و أن يجالس نفسه، و يسائلها عما اذا كان يحرض على الفساد و انتهاك حقوق المرأة، بل و حتى من يتبنى القضايا عن غير قناعة لمجرد قناعاته المعارضة للدولة، يجب ان يطرح السؤال على نفسه، “سأتضامن مع بوعشرين ضد من؟” و هل هذه القضية مرتبطة بمهنة الصحافة أم أنها منفصلة عنها و تستدعي تدخل القضاء و النشطاء و كل من يرى في المرأة أما و أختا و زوجة.

 

أتذكر كيف اقام نشطاء اسلاميون الدنيا و لم يقعدوها، بسبب تصريح للصحافي المختار الغزيوي أكد من خلاله على احترام الحريات الشخصية لقريباته، و كيف أن من بينهم من تعته بأوصاف استحي من كتابتها احتراما للقارئ العزيز، ثم اتساءل عما اذا كان هؤلاء الغيورين على المرأة المسلمة، سينتقدون “بوعشرينهم” لأنه تحرش بامرأة مسلمة صانها الله تعالى في كتابه العزيز، و حرم على الرجل الاقتراب منها دون موجب حق، قبل أن اذكرهم بكلام الرسول الكريم عليه الصلاة و السلام عندما رد على صحابي استفسره حول الزنى: “هل ترضاه لأمك؟ هل ترضاه لاختك؟”

زر الذهاب إلى الأعلى