محمد رضى الطاوجني يريد مزيدا من أموال “لادجيد”

عادل قرموطي المحرر

 

خرج رضى الطاوجني أخيرا بعد سُبات طويل، منذ تسريحه للمستهدمين و الصحافيين العاملين بجريدته، و إقفالها بعد إخبارهم بإجازة غير محددة، برسالة تلاها عبر شريط فيديو، ورسالة مكتوبة باللغة الفرنسية موجه الى جهاز “لادجيد”، يطالبهم من خلالهما بمزيد من الاموال، قصد تسديد ديونه “حسب ادعاءاته”.

 

و بعيدا عن جوهرها، فقد أماطت رسائل الطاوجني، اللثام عن الجانب المظلم من تمويل الجرائد بالمغرب، و ضربت في مقتل، استقلالية صاحبة الجلالة، التي أثير حولها الكثير من اللغط خصوصا خلال الاونة الأخيرة، حيث بدأت الفعاليات الاعلامية تطالب بتقنين المجال الاعلامي، و تحديد شروط لممارسة مهنة الصحافة.

 

إدعاءات الطاوجني، و إذا ما صحت، فإن الامر يحتاج الى سنوات من التحليل و النقاش، بخصوص جهاز لادجيد، الذي تؤكد تصريحات الرجل على أنه قد تحول الى مصدر لإطلاق الجرائد، و تمويلها، و عزز من الاتهامات الموجهة لعدد من الجرائد بخصوص موالاتها لمحبرة لادجيد.

 

اعترافات الطاوجني باقدامه على انشاء مؤسسة اعلامية بتمويل من جهاز لادجيد، يحيلنا على مجموعة من المواضيع التي تحتاج الى نقاش معمق، لعل أهمها يتعلق بالمعايير التي يعتمدها هذا الجهاز في اختيار عملائه، و مدى نجاعة الجرائد التي يمولها في ظل ما خصصه من المال لجريدة المعني بالامر طيلة مدة إصدارها.

 

و بينما يضرب ما سبق ذكره استقلالية الصحافة، فإنه يشجع على الريع، و يخلق فوضى جديدة في الحقل الاعلامي، غالبا ما تتمخض عنها خلق جريدة للضرب في هذه الجهة أو تلك، في وقت نحتاج فيه كمغاربة الى  اعلام مستقل يقدس الخبر و ينقله كما هو.

 

محمد رضى الطاوجني الذي يدير اليوم مشروعا ل “الجيتسكي” بمدينة أكادير التي يقطن في واحد من أفخم أحيائها، يطالب بمزيد من الاموال من جهاز لادجيد، ولا ينكر بأن هذا الجهاز قد موّل في وقت سابق جريدته التي توقفت منذ سنوات، و هو ما يتفض الغبار عن جانب من جوانب جهاز من المفروض أن يتمتع بالسرية الكاملة في معاملاته و تحركاته.

 

من جهة أخرى، تشكل تصريحات الرجل، انتحارا مباشرا، و ضربا في مصداقية جريدة أهدرت عليها ملايين الدراهم، و هو ما يستدعي فتح تحقيق حول المعايير التي اعتمدتها لادجيد في اختيار الطاوجني لتمويله من أجل انشاء جريدة، هذا دون الحديث عن الاموال التي أُهدرت على مقرها الفاخر و تكاليف طبعها و تعويضات مستخدميها.

زر الذهاب إلى الأعلى