نصف المسنين المغاربة بدون مدخول

المحرر- متابعة

كشفت دراسة جمعية إدارة المركز الاجتماعي للمسنين لمؤسسة محمد الخامس للتضامن، أن عدد المسنين بالمغرب يصل إلى ثلاثة ملايين و650 ألفا يعانون خمسة أمراض مزمنة، إضافة إلى أن كل مسن (يوجد في حالة هشة) من عشرة يعاني سوء تغذية، و40 في المائة منهم يشعرون بالاكتئاب وفقدان الذاكرة. وقالت منى معمر، عضو المرصد الوطني للأشخاص المسنين، ورئيسة جمعية إدارة المركز الاجتماعي للمسنين لمؤسسة محمد الخامس للتضامن، إن أمل الحياة بالمغرب وصل إلى 75 سنة، مما يطرح تحديات اقتصادية واجتماعية أهمها الجانب الصحي، علما أن المغرب لا يتوفر إلا على 10 أطباء مختصين في طب الشيخوخة.
ووفق يومية ” الصباح” فقد أوضحت المتحدثة نفسها، في ندوة بالمعرض الدولي للنشر والكتاب، أن دراسة شملت حوالي 660 مسنا (معدل أعمارهم 63 سنة)، ويوجدون في حالة هشة، بينت أن 80 في المائة منهم يتوفرون على مدخول شهري لا يتجاوز ألف درهم، و50 في المائة منهم بدون مدخول، و25 في المائة غير حاصلين على بطاقة «راميد» لأسباب عديدة. وحذرت المتحدثة نفسها من تداعيات إهمال المسنين صحيا، إذ لم يخفوا، حسب الدراسة، بأنهم أصبحوا عبءا على الأسرة والمجتمع، ما يحتم تكوين مساعدين متخصصين الأسر في الاعتناء بالمرضى، وقالت :» يجب على الحكومة أن تتحمل مسؤوليتها في توفير تغطية صحية للمرضى، وإحداث شباك وحيد لهم في جميع الإدارات، ومراكز لاستقبالهم».
ويتوزع المسنون، حسب الدراسة ذاتها، على ثلاث فئات، الأولى أطلقت عليها الباحثة اسم «الشيخوخة السليمة»، ولا تعاني الأمراض المزمنة، وتتراوح نسبتها بين 15 و20 في المائة من مجموع عدد المسنين، و»الشيخوخة العادية» بنسبة تتراوح بين 50 و60 في المائة، و»الشيخوخة المريضة» بين 30 و45 في المائة. وقالت بنعمر إن خلاصات الدراسة تطرح إشكالات حول التعامل الحكومي مع المسنين وتحديد الأولويات من أجل «شيخوخة بكرامة»، ف»لا يمكن الحديث عن الشيخوخة دون تعميم التقاعد على جميع المسنين ، خاصة المصابين بأمراض مزمنة، وغياب التكافل، مما يؤثر على أوضاعهم الاجتماعية، فحوالي 23 من المسنين يشعرون بالعزلة وغياب التواصل داخل العائلة.
من جانبه، تضيف اليومية تحدث عبد الكريم بلحاج، اختصاصي في علم النفس الاجتماعي، عن الهشاشة التي يعانيها المسنون، وتؤدي إلى فقدان الاستقلالية في تدبير شؤون حياتهم، وتؤثر على الوظائف الذهنية، ويصبحون أكثر قابلية للإصابة بالأمراض وتعثر اندماجهم في المجتمع.
وذكر المتحدث نفسه أن دراسات عديدة خلصت إلى أن يوميات المتقاعد تبدأ بقضاء وقت بمنزله، ثم التوجه إلى السوق، والمسجد، والتفكير، في فترة لاحقة، في التوجه إلى السعودية لأداء الشعائر الدينية، قبل أن يصاب بالأمراض، فيصبح في حالة نفسية تجعله ينتظر الموت.

زر الذهاب إلى الأعلى