بنكيران يتبنى حامي الدين في قضية ايت الجيد و يعلن عن تحديه للقانون

مولاي حفيظ سويلم المحرر

 

“سبحان مبدل الاحوال”، ربما كانت هذه الجملة ستكون شعارا بارزا لمؤتمر شبيبة العدالة و التنمية، لو لم يكن الامر يتعلق بحزب يختار شعاراته بعناية فائقة، و لو أن خطة عبد الاله بنكيران للتمديد لنفسه قد نجحت، خصوصا بعدما القى الاخير كلمة تضمنت تناقذات في مواقفه و كشفت عن فكر الجماعة الذي يغلب على الوطن داخل حزب لازال الكثيرون يرون فيه صورة طبقا للاصل من حزب الاخوان المسلمين في مصر.

 

عبد الاله بنكيران الذي حرم المعطلين من أصحاب المحضر، من التوظيف المباشر، و دعاهم الى الاحتكام للقضاء، هو نفس الشخص الذي كان يدافع اليوم في افتتاح مؤتمر الشبيبة، عن عبد العالي حامي الدين، و يتحدث عن تمسكه ببراءته رغم أن الاخير لم يمتثل بعد لقرار قاضي التحقيق، و لم يدلي بأية تصريحات دفاعا عن نفسه من التهم الموجهة اليه، و التي لو لم تكن مرفوقة بالادلة، لما توجه القاضي باستدعائه على ضوئها.

 

نتساءل كما يتساءل المئات من المهتمين بالشأن القضائي في بلادنا، عن مدى مصداقية خطة اصلاح منظومة العدالة التي لطالما تبجح بها الرميد و معه مناضلو المصباح، و نحن نتابع كبيرهم الذي علمهم السحر، ينتقذ استدعاء قيادي في حزبه، يبقى في الاول و في الاخير، مواطنا يسري عليه القانون كما يسري على عباد الله فوق هذه الارض الطاهرة، بل و يحاول تضخيم الموضوع محاولا ايهام المغفلين بأن الحزب برمته يتعرض للمؤامرة.

 

فهل راعى الامين العام السابق للعدالة و التنمية، الاحترام التام للقضاء، و عدم الدخول في اختصاصاته، أثناء استعماله للخطاب السياسي في الدفاع عن متهم  بالقتل؟ أم أنه حاول استغلال فرصة تجمهر الاتباع و المريدين من أجل تمرير رسائل تحديرية للسلطة القضائية، يخبرهم من خلالها بأن صقور العدالة و التنمية خط أحمر، يقتلون و يصلبون و يرجمون و يشيدون بالارهاب، دون أن يطبق عليهم القانون؟ 

 

ان التصريحات التي ادلى بها عبد الاله بنكيران في حضرة مريديه و من نفره و من لايزال متعاطفا معه، لا يمكن أن تكون سوى قطعا للشك باليقين، فيما يخص ممارسة حزبه للضغط من أجل فك رقبة حامي الدين من دم الطالب ايت الجيد على مستوى القضاء، و هي في نفس الوقت دليل على أن في القضية شيئا غير مفهوم، يجعل البيجيديين خائفين على مستقبل زميلهم اذا وطأت قدماه قاعة الجلسات، و إذا كان الامر غير ذلك، فلماذا لا يستجيب الرجل لطلب قاضي التحقيق و يلتحق بالمحكمة تحت شعار “مادير والو ماتخاف والو”؟؟؟؟

زر الذهاب إلى الأعلى