“الأصهار” يلجؤون للدفاع عن نسوة يحملن علم البوليساريو

المحرر الرباط

 

يبدو أن أوراق الجهات المعلومة، كما يحلو لصديقي عمر أن يسميهم، قد تبعثرت، بعدما فقدوا السيطرة على زمام الامور في عدد من المواقع و الدول الاجنبية، و لم يتبقى لهم سوى حشد تريانتهم الاعلامية الفاشلة من اجل الدفاع عن نسوة يحملن علم البوليساريو، للمطالبة بتحسين أوضاع المحتجزين الصحراويين، وانتقاد تأخر ربط بعض المناطق بالكهرباء، رغم أن الجبهة سبق أن استفادت من منح إنسانية لتحسين أوضاع الساكنة.

 

و اذا كان منطق الجهات المذكورة، يعتمد على استغلال المظاهرات وسط المخيمات و الترويج لها اعلاميا، على اساس أن الجبهة قد استفادت من المنح و نهبتها، فان ذلك يعتبر بمثابة تراجع الى الوراء، و اعادة احياء للمواضيع المستهلكة، خصوصا و ان موضوع نهب المساعدات و الهبات، قد تم الطرق له الاف المرات، و المطلوب اليوم هو مواجهة الجبهة بعدد من الدول الاروبية، و وقف زحفها نحو الراي العام الاروبي.

 

الخلل في هذا الموضوع، يكمن في تبني قضية نسوة، لا يعتفرن اساسا بالمملكة المغربية، و يعتبرنها محتلا و مستعمرا، و الدليل هو رفعن لعلم البوليساريو أثناء المظاهرة، في وقت كنا سنصفق للأصهار لو انهم استطاعوا جلب فيديوهات توثق لمظاهرات ترفع فيها أعلام المملكة المغربية، تماما كما يحدث بالاقاليم الجنوبية للمملكة، حيث يرفع الانفصاليون راية البوليساريو غير بعيد عن السلطات المحلية، الشيء الذي لا يمكن اعتباره انتصارا باي حال من الاحوال طالما أن المحتجات رفعن راية الجبهة.

 

و بدل التركيز على تنظيم لقاءات اشعاعية، و ندوات و ملتقيات للتعريف بقضيتنا الوطنية، على مستوى دول الاتحاد الاروبي، يركز الاصهار على أشرطة لا تسمن ولا تغني من جوع، بل لن يكون لها اي تاثير على مستوى المنتظم الدولي، طالما أن الاحتجاجات متواصلة من المحيط الى الخليج، و طالما أن اسم العرب اقترن بالقمع و الديكتاتورية، هذا في وقت تؤكد جميع المعطيات المتوفرة، على ان النشطاء الانفصاليين في اوروبا، قد تمكنوا فعلا من اقتحام برلمانات و مؤسسات و جمعيات مجموعة من الدول الاروبية و من بينها اسبانيا و ايطاليا و السويد و انجلترا… “و ديالنا في سبات عميق”.

 

ان واقع الحال، يؤكد على ان الجهات التي كلفت بملف الصحراء، قد اخفقت في العديد من المناسبات، و لعل اخرها الدفوعات التي قدمتها النيابة العامة الى محكمة الاتحاد الاروبي، و الازدواجية في المواقف داخل الكونكرس الامريكي، بالاضافة الى تبني عدد كبير من هيئات المجتمع المدني الاروبي و الامريكي للطرح الانفصالي، و هذا دليل على أن هذا الملف يحتاج فعلا الى اعادة هيكلة ربما تقتضي وضعه فوق طاولة مسؤولة، متفرغة لقضية الصحراء و لا شيء غيرها، و ليس جهات تتكون من عدد بسيط من العناصر، و تشتغل على مستوى الخارج و الاحزاب و الحراك و الارهاب و حتى الملفات التي لادخل لها فيها.

 

و بينما نتابع نشطاء الجبهة على المستوى الاروبي، يتوغلون داخل المجتمع المدني، و يستقطبون مزيدا من الدعم من خلال الترويج للاكاديب، و في غياب تام لمن يقف في وجوههم، لازال أصحابنا يشترون المقالات بالملايين من صحافيين هم في الاصل مضرب مثل للصحافة الصفراء داخل بلدانهم، فالى متى سيستمر العبث بمصير قضية امة و شعب؟ و هل ستتمسك الدولة بمحامي فاشل لم يستطع منذ 1991 حسم ملف عادل بشهادة 40 مليون مغربي؟؟

زر الذهاب إلى الأعلى