أميرة متفتحة و فنان راحل و ملك متسامح: رسائل و عبر

المحرر الرباط

 

ترأست الأميرة للا سلمى، مساء اليوم الثلاثاء، بمتحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر بالرباط، حفل تكريم الفنان الراحل محمد أمين دمناتي، الرجل الذي توفي بسلاح غادر في قلب القصر الملكي سنة 1971، عندما كان من بين المدعويين إلى احتفالات الصخيرات بمناسبة الذكرى 42 لعيد ميلاد جلالة المغفور له الحسن الثاني.

 

و إذا كان حضور الاميرة للا سلمى شخصيا لحفل تكريم الفنان الراحل، و الذي أقيم تحت رعاية جلالة الملك، يعتبر مفخرة للراحل و لعائلته التي كانت حاضرة بجانب السيدة الاولى بالمملكة ، فأنه يعتبر حنينا للفن الراقي و لأساتذة الفن التشكيلي المغربي الذين عشقهم الملوك قبل المواطنين، و الذين قضوا نحبهم في كنف امارة المؤمنين.

 

الاميرة للا سلمى، عبرت اليوم عن حسها العالي في الذوق الفني، و أبانت عن مدى اهتمام جلالة الملك بالفن و الفنانين، في الدولة الاسلامية التي عمل جلالته على جعلها مرجعا في التعايش و الانفتاح، و مقاومته لناشري التطرف و الارهاب، الذين ظلوا مجرد كائنات تستعمل الدين للقضاء على الاحساس و المشاعر داخل قلوب المواطنين.

 

من جهة أخرى، فإن فكرة تكريم الفنان محمد أمين الدمناتي، تعتبر في حد ذاتها، اعترافا بأعماله، و التفاتة مولوية تجسد العناية التي يوليها جلالة الملك للفن و للفنانين، خصوصا و أن جلالته لم يتردد يوما في التكفل بمصاريف علاج العديد منهم، و منح العشرات من الفنانين هبات كل حسب متطلبات عيشه.

 

الخطوات السابقة التي أقدم عليها جلالة الملك، اتجاه مجموعة كبيرة من الفنانين المغاربة، تجعل موافقته على منح الرعاية السامية لحفل تكريم الفنان محمد أمين الدمناتي، ردة فعل عادية، صادرة عن ملك يتمتع بذوق عالي، و يتحلى بروح فنية كبيرة، و هو ما لامسه المواطن عبر العديد من التوشيحات التي خص بها جلالته مجموعة من الفنانين في مختلف المجالات.

 

و عندما تخصص الاميرة الحسناء، جزءا من وقتها الثمين للحضور الى حفل تكريم فنان راحل، فان ذلك يعتبر بمثابة ربط للقول بالفعل لدى جلالة الملك، و يعكس مدى تشبث جلالته بنشر قيم التعايش و تشجيعه على الانفتاح على الفن الذي قد يعتبر عاملا من العوامل التي تساهم في نبذ التطرف.

زر الذهاب إلى الأعلى