عودة المغرب الى الاتحاد الاسمر بين الانجازات و السلبيات

عادل قرموطي المحرر

 

لايزال موضوع عودة المملكة المغربية الى الاتحاد الافريقي، يشكل مادة دسمة تتداولها مختلف وسائل الاعلام على المستوى الدولي و القاري، في وقت يكتفي فيه الاعلام الوطني بمناقشته بشكل سطحي و في غياب تام للتحليل الجوهري الذي من شأنه أن يوضح للرأي العام الانتصارات التي حققتها المملكة المغربية بفضل ديبلوماسية الملك الجديد من جهة، و ممارسته لدور الملك الافريقي من جهة أخرى.

 

و بينما تصر بعض الجهات على التركيز على هوامش الديبلوماسية الملكية و تحركات جلالته على المستوى القاري، من خلال مناقشة جلوس المغرب و البوليساريو جنبا لجنب. و حضور جلالته الى جانب زعيم البوليساريو في القمة الافريقية الاروبية، و اعتبارها ازدواجية في المواقف، و من جهة أخرى تركيز البعض على ما حدث لزعيم الجبهة داخل هذا الفندق أو ذاك، أو الطريقة التي تم استقباله بها من طرف الرئيس المستضيف، غاب النقاش الجدي و التحليل المنطقي لما بعد العودة الى الاتحاد…..

 

ان ما يجب على المتتبع ان يعلمه في هذا الصدد، هو ان المملكة المغربية في سياستها داخل افريقيا، تشبه الى حد كبير ذلك الملاكم الذي يخوض مقابلة حاسة و نهائية، حيث يضاعف مجهوداته من اجل الفوز بها، و هذا لا يمنع من تلقيه لكمات بين الفينة و الاخرى من طرف خصمه الذي يصر بدوره على الفوز بالمقابلة، و هنا لابد أن نتابع مقابلة تبادل لكمات الفوز سيكون فيها للاقوى، و لمن يختار التوقيت الصحيح للهجوم و للدفاع، الى أن يتمكن من القاء غريمه خارج حلبة الصراع.

 

و ادا كانت المملكة قد ارتكبت خطأ بانسحابها من الاتحاد، فان الجبهة قد استفادت كثيرا من هذا الخطأ، و استطاعت ان تتقوى باستغلال غياب المغرب عن الساحة، الشيء الذي يجعل محاربتها من داخل هذا الاطار صعبا شيئا ما، و يحتاج وقتا طويلا من النضال و الديبلوماسية، داخل مجلس هو في الاساس غير ديموقراطي، طالما أن الجبهة تحتفظ بمقعدها فيه رغم أن الدول التي تعترف بها داخله لا تتجاوز الاثني عشر دولة من اصل اربعة و خمسين.

 

و اذا كان الاتحاد الافريقي يحتفظ بالجبهة على اساس أنها حركة تحررية، نتساءل عن الاسباب التي تحول دون تبنيه للقبايل بغرداية، و جماعة بوكو حرام، و الطوارق، و الجماعات الانقلابية في عدد من الدول الافريقية التي تحمل صفة التحرر و تدافع عن استقلالها، في وقت يعلم فيه الجميع أن البوليساريو تعيش على المساعدات الغدائية و التهريب الدولي للبشر و المخدرات.

 

الديبلوماسية التي يتبناها المغرب اليوم، تقوم على استراتيجية ملكية نتائجها مسطرة على مدى سنوات قادمة، و لاشك أنها ستعطي مفعولها في القريب العاجل، أما الحديث عن حضور الملك الى جانب زعيم البوليساريو في القمة الاخيرة، يقتضي توضيح مجموعة من الامور، و الاعلان عن عدد من الانجازات التي ماكانت لتتم لولا الخطوة الملكية الذكية التي تنازلت عن شيء و استفادت من اشياء للاسف لم نقرأها في وسائل الاعلام الوطنية على غرار الاعلام الجنوب افريقي الذي ثمن تعيين سفراء بين المغرب و جنوب افريقيا و المحادثات التي اجراها جلالة الملك مع زوما.

 

جلوس الملك مع زوما على انفراد، و تبادلهما لاطراف الحديث، تمخض عنه تعيين سفراء بين البلدين، ما يعني دخولهما في منعطف جديد على مستوى العلاقات الثنائية التي من المنتظر أن تتطور نحو الاحسن، ما يعتبر في نفس الوقت ضربة موجعة للجزائر التي ستعمل كل ما في وسعها من اجل تقويض هذه العلاقة و السهر على ألا تتعمق كما حدث مع نيجيريا، حيث اطلق الملك مشاريع ضخمة بينما تحرك الجزائر الموالين لها من اجل عرقلة توغل المملكة المغربية داخل هذا البلد الذي قد يشكل سدا بحرل بينها و بين افريقيا اذا ما ربحنا وده.

 

و قد لا نبالغ اذا ما تحدثنا عن عداء جنوب افريقيا للوحدة الترابية للمملكة المغربية على مدى عشرات السنوات، و اذا ما وصفناها بالبلد الذي كان حتى الامس القريب يشكل لنا عراقيل داخل الاتحاد الافريقي أكثر الجزائر نفسها، لكن بجلوس الملك مع رئيسها، بدا للديبلوماسية المغربية بصيص أمل يلوح في الافق، قد يكون منطلقا لعلاقات جديدة منبنية على سياسة رابح رابح التي يؤمن بها جلالة الملك، و التي قد تجعل المغرب في موقف قوة طالما أن الخصوم لا يمتلكون شيئا يقدمونه لحلفائهم غير بيترول سيء الجودة و غاز مغشوش، انخفضت اسعاره في السوق الدولية و انخفضت معاها قيمة من يمتلكه…. يتبع

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى