الراضي الليلي و قصة الغراب الذي أراد أن يقلد مشية الحمامة

المحرر الرباط

 

لاشك أن محمد الراضي الليلي، قد اختار له طريقا مغايرا تماما للطريق التي سبق و أن سلكها بُعَيًْدَ طرده من دار ابريهي، و ذلك بعدما اتضحت الامور خلال آخر تصريحات ادلى بها لمنبر اعلامي موالي لجبهة البوليساريو، و لامسنا عبره كيف حذف هذا الرجل حرف الميم من كلمة الصحراء، للتحول الى غربية، بعدما كانت في الامس القريب مغربية.

 

تصريحات الراضي الليلي، و تغريده خارج السرب لا يمكن اعارتها كثيرا من الاهمية، بحكم الخلفيات التي يتحدث بها، و امتداده القبلي داخل جبهة البوليساريو التي لا تزكي سوى رجلا واحدا في قيادتها ينتمي للقبيلة التي ينتمي اليها الراضي الليلي، و التي يكن لها الصحراويون الاحترام لأن قبيلة دين و قرآن، و لا تتدخل في السياسة مهما كانت الظروف.

 

الراضي الليلي الذي اشترط على المدعوة الزهرة، بخمسة ملايين سنتيم نظير تعليقه في نشاط حول الصحراء، و طالبها بالتوسط لدى جهاز استخباراتي تعمل لصالحه و تمكينه من تذكرة سفر الى فرنسا من اجل زياة عائلية، هو نفس الشخص الذي يتحدث عن الصحراء و يدعي قربه من ملفها، و كأنه المبعوث الشخصي للامين العام للامم المتحدة الى الصحراء، في وقت يعلم فيه الجميع أن الرجل لم يكن سوى لاعق أحذية، لطالما استفاد من الهبات و الاكراميات المقدمة من عمال و ولاة و منتخبين….

 

بأي صفة يتحدث الراضي الليلي عن الصحراء و يصفها بالغربية كناية في المغرب، و لوائح الاستفتاء المتواجدة بحوزة الامم المتحدة لا تتضمن اسمه، بل حتى جبهة البوليساريو تلقبه بالاعلامي المغربي، و لن تتبناه طالما أنه قد انقلب على الجهات التي لطالما أكل من غلتها بدد من الدول، و التي كان يتودد لها كي تجعله عميلا باسم الصحراء، و لم تقبله لانه لا يملك شيئا بامكانه أن يفيد الملف أو حتى الموقف المغربي فيه.

 

و إذا كانت للخيانة مواصفات، فانها تنطبق تماما على الراضي الليلي، الذي كان يسبح بحمد المخزن، شهورا بعد طرده من دار لبريهي، قبل أن ينقلب رأسا على عقب، و يتحول الى اداة للانتقام من دولة بسبب خلاف مع فاطمة البارودي التي كانت محقة في قرارها القاضي برميه في القمامة بسبب تصرفاته الطائشة و شطحاته المثيرة للسخرية.

 

اليوم و نحن نتابع الراضي الليلي و هو ينقلب على مواقفه قبل بلاده، نتأكد من أن الجهات التي دعمته للوصول الى شاشة التلفاز قد أساءت التصرف، خصوصا و أن الرجل لم يكن سوى بيدق كان يحلم بتسلق الدرجات باستغلال قضية لا يملك فيها فلسا واحدا، و يجهل تماما تفاصيلها التي قد تبعد عنه بعد السماء عن الارض.

 

متابعتنا للخرجات الاعلامية للراضي الليلي، و تخبطه في حلم مظلم، و كيف أنه خرج من القصة “لا حمار لا سبعة فرانك” بعدما خسر في بداية الامر جبهة البوليساريو ثم بعدها المملكة المغربية، تعود بنا الى القصة الشهيرة، التي تروي حكاية الغراب الذي أراد أن بقلد مشية الحمامة، فلا استطاع تقليدها، ولا تمكن من الحفاظ على مشيته، و هاهو يتعثر في الوحل كالبطة التي لم يمضي على وضعها للبيض سوى بضعة أيام.

زر الذهاب إلى الأعلى