ميساء السريعة

المحرر الرباط

 

من منا لا يتذكر الرسوم المتحركة “لبنى السريعة” التي كانت جزءا من الماضي الجميل حيث الاطفال يخرجون من المدارس في المساء جريا كي يصلوا الى منازلهم قبل بداية حلقته، و حيث كانت لبنى تجري جريا كي تدخل في المرتبة الاولى، لأنها كانت و بكل بساطة سريعة كما أرادها مؤلف هذا المسلسل الكرتوني أن تكون.

 

و قد تحدث بعض الصدف، و نرى بعضا من الافلام و المسلسلات و حتى الرسوم المتحركة، خصوصا و اذا ما كنا نجيد نظريات الاسقاط، و نتفنن في ربط الماضي بالحاضر في ربط حياة شخصية كرتونية بأخرى نعرفها في الواقع، أو بإسقاط أحداث تابعناها في فلم أكشن على وقائع حدثت أمام أعيننا.

 

لبنى السريعة في مقالنا هذا، لا يمكن أن تخرج عن نطاق “ميساء الطائرة” في الفايسبوك، خصوصا و أن كلتا الشخصيتين تتسابقان من اجل الدخول في المرتبة الاولى، مع فرق بسيط هو أن الاولى تتسابق ارضاءا لرغبات المؤلف، و الثانية تواصل سباقها من أجل البقاء داخل شقتها بحي أكدال، حيث تدفع سومة كرائية يؤكد المقربون منها على أنها تناهز 5000 درهم.

 

انها ميساء السريعة، التي لم تلتقط صورة مع مناضل الا و دخل بعد ذلك السجن، هي ميساء التي بدأت حياتها المهنية في صفوف القوات المسلحة الملكية كتلميذة تتدرب على أن تصبح ضابط صف، ثم انتقلت للطيران مع الخليجيين و أصحاب “شلونج … شو أخبارج” و بعد اقتناعها بنظرية حجابي عفتي، نزلت الارض و خاضت سباق الفايسبوك.

 

ما يهمنا في هذا المقال، ليست حياة ميساء الصغيرة، و لا الاسباب التي جعلتها تغادر العسكر، و تلك التي تسببت في طردها من السماء، بقدر ما نحن مهتمين بمشوارها الفايسبوكي و ما تخلله من مغامرات مع المناضلين و غير المناضلين، من طاولات السمك باهض الثمن الى سيارات الاجرة رفقة الملتحين و الفقهاء، و انتهاءا بحي أكدال رفقة النطيحة و ما أكل السبع.

 

ميساء السريعة التي كانت تتبنى عبر كتاباتها هموم الفقراء، و تعتبر من فرق الله بينهم في الرزق عدوا، هي نفسها اليوم من تقطن بحي اكدال، بجوار محلات الماركات العالمية، و هي التي تنتقل الى الصحراء كي تشن حربا بالوكالة على بعض الجهات، بل هي نفسها من ترتدي ساعة يد، يتجاوز ثمنها راتب ضابط صف في الجندية، و حتى مضيفة طيران ضمن اساطيل الخطوط الجوية الاماراتية… و هي الانسة التي تتناول بين الفينة و الاخرى وجبة العشاء في المطاعم الفارهة، حيث تتلقى الظرف المتفق عليه.

 

ميساء السريعة أيها الاخوة و الاخوات، هي المعارضة لكل شيء، التي تحولت الى “دي في دي” يضعون فيها الاقراص كلما تطلب الامر استعمالها للاستئناس، و هي الفقيرة لله تعالى، التي طالما اشتكت من العقر، قبل أن تتحول الى سيدة المجتمع التي تقطن في شقة مؤتثة بطريقة جيدة، تعود بنا الى الافلام المصرية في أجزائها الملتقطة بالزمالك و شرم الشيخ، تاركة الفقر و الفقراء للقدر، بعدما قررت الرفع من مستوى تدويناتها المثيرة للاشمئزاز.

 

اختيار مايسة السريعة، للعب دور رأفت الهجان على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك، لا يخرج عن منطق اختيار العديد من الاشخاص لنهب المال العام، اللهم بعض المساجين الذين دخلوا الزنزانة عقب التقاطهم لصورة تذكارية مع هذه الاخيرة، أو من تقمصوا دور منار في التحليل مباشرة بعد ذلك، و قد يعتقد الكثيرون ان ميساء السريعة نذير شؤم لهذه الاسباب، لكن الحقيقة مغايرة تماما لذلك، و لكم أن تبحثوا في الامر.

زر الذهاب إلى الأعلى