الذكرى الـ61 لعيد الإستقلال استحضار لانتصار إرادة العرش والشعب

المحرر ـ متابعة

يخلد الشعب المغربي في الـ18 نونبر من كل عام ذكرى عيد الاستقلال المجيد، وهو يوم توج الملحمة البطولية للمغرب شعبا و قيادة ضد المستعمر الفرنسي، ففي سنة 1912 قامت قوات الاحتلال الفرنسي باحتلال المغرب قصد استغلال خيراته من معادن وثروات فلاحية، …، وهي مناسبة لاستلهام ما تنطوي عليه هذه الذكرى من قيم سامية وغايات نبيلة، لإذكاء التعبئة الشاملة، وزرع روح المواطنة، وربط الماضي الخالد بالحاضر المتطلع إلى آفاق أرحب ومستقبل أرغد، وخدمة لقضايا الوطن، وإعلاء صروحه، وصيانة وحدته، والحفاظ على هويته ومقوماته، والدفاع عن مقدساته، وتعزيز نهضته الاقتصادية والاجتماعية والثقافية …

ولقد قاوم المغاربة الاستعمار بشتى الوسائل السياسية كإصدار بيانات وتقارير من أجل توعية المغاربة من الاحتلال وأهدافه الحقيقة … ومقاومة مسلحة في الجنوب والشمال حيث تضامن جميع المغاربة من أجل القضاء علي هذا الاحتلال، وقد حاولت فرنسا تقسيم وحدة المغاربة بإصدار بالظهير البربري بهدف تقسيم المغاربة بين العرب والأمازيغ ولكنه زاد أكثر من وحدة المغاربة من خلال القيام بمظاهرات في جميع المناطق المغربية شمالا وجنوبا وغربا وشرقا كلهم ينددون بهذا الظهير.

وفي سنة 1953 قام الاحتلال الفرنسي بنفي الملك محمد الخامس إلى مدغشقر وكورسكا، وهي عملية نفي وحدت صفوف المغاربة في انتفاضة شعبية عارمة شكلت أروع صور التلاحم والالتفاف حول رمز الوحدة، توجت هذه الانتفاضة بانطلاق “ثورة الملك والشعب” حيث تم إرجاع الملك إلى المغرب سنة 1955 واستقبله المغاربة في يوم تاريخي غر لن ينسوه، فعاد الملك المغفور له محمد الخامس وأسرته إلى البلاد عودة مظفرة، ليكون يوم 16 نونبر 1955 مشهودا في تاريخ المغرب وصفحة خالدة في سجل شعبه، حيث أعلن محمد الخامس عن انتهاء عهد الحجر والحماية وبزوغ فجر الحرية والاستقلال، مجسدا بذلك الانتقال من معركة الجهاد الأصغر، إلى معركة الجهاد الأكبر، وانتصار “ثورة الملك والشعب “، التي مثلت مرحلة عظيمة في مسلسل الكفاح الوطني، على طريق صون كرامة الوطن، والدفاع عن مقدساته، وتحقيق حريته، وبعد سنة حصل المغرب على استقلاله سنة 1956.

وقد اشتهرت مناطق جبال الأطلس المتوسط المقاومين أحمد الحنصالي وموحي وحمو وفي منطقة الدارالبيضاء الزرقطوني وشمال المغرب عبد الكريم الخطابي …

إنها ذكرى عيد الاستقلال الخالدة تجسد أسمى معاني التلاحم من أجل الحرية والكرامة، وخوض معارك البناء والتنمية والوحدة، وبناء المجتمع الديمقراطي الحداثي، وهي ذكرى عظيمة تستوجب وقفة تأمل في تاريخ المغرب الغني بالأمجاد وبالمحطات المشرقة من أجل الذود عن المقدسات، وبرهانا على إجماع كل المغاربة وتعبئتهم للتغلب على الصعاب وتجاوز المحن. وهي دليل على التشبث الوثيق بمقدسات الوطن الذي أبان عنه المغاربة جميعهم.

وعلى نهج المغفور له محمد الخامس الذي نهجه، ومن بعده المغفور له الحسن الثاني، يشهد المغرب في الوقت الراهن تحت القيادة الرشيدة للملك محمد السادس العديد من الأوراش التنموية والإصلاحات الكبرى التي همت مختلف المجالات، والتي تعززت من خلال الإصلاح الدستوري، والذي شكل ثورة ديمقراطية وتشاركية، ومنعطفا جديدا لاستكمال البناء المؤسساتي وترسيخ آليات الحكامة الجيدة، وما يتواصل في سياقه من إصلاحات في ميادين شتى، حيث عمل الملك محمد السادس على ترسيخ دعائم دولة المؤسسات وإعلاء مكانة المملكة بين الشعوب والأمم، في إطار من التلاحم والتمازج بين كافة شرائح الشعب المغربي وقواه الحية، وذلك في أفق مواجهة تحديات الألفية الثالثة، وكسب رهانات التنمية المندمجة …

زر الذهاب إلى الأعلى