شعبية “ماكرون” في الهاوية…

المحرر- متابعة

تظهر آخر استطلاعات الرأي في فرنسا تراجع شعبية الرئيس إيمانويل ماكرون لتبلغ نحو 36 بالمائة. أرقام تعد بمثابة جرس إنذار للرئيس الذي أكمل بالكاد 100 يوم في قصر الإليزيه.

وبالرغم من أن ماكرون استطاع تحقيق بعض النجاحات على صعيد السياسة الخارجية، إلا أنه يواجه انتقادات داخلية وتشكيك متزايد في أدائه.

ولا تزال تنتظر الرئيس الشاب العديد من الملفات الشائكة في المرحلة المقبلة، و أكمل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الاثنين مائة يوم في قصر الإليزيه مع تراجع كبير في شعبيته بحسب آخر استطلاعات الرأي، وتشكيك متزايد في أدائه.

وتبدو الأرقام الأخيرة في استطلاع الرأي بفرنسا بمثابة تحذير للرئيس إيمانويل ماكرون، إذ أعرب 36 بالمائة فقط من الفرنسيين عن ارتياحهم لأداء الرئيس، مقابل 62 بالمائة قبل ثلاثة أشهر، بحسب معهد “إيفوب” لاستطلاعات الرأي، في تراجع غير مسبوق منذ هبوط شعبية جاك شيراك عام 1995.

وأوضح جيروم فوكيه من معهد “إيفوب” أن “إيمانويل ماكرون يخرج من فترة السماح ليدخل الأجواء الفعلية ويتحمل الكلفة السياسية لقراراته”.

وإن كان ماكرون وفى بعدد من وعوده الانتخابية، مثل التصويت على قانون حول أخلاقيات الحياة السياسية  بعد حملة انتخابية تخللتها فضائح، فإن تدابير تم إقرارها بهدف تقليص العجز في الميزانية أثارت استياء العديد من الفرنسيين.

ومن منتقدي سياساته موظفو الدوائر الرسمية الذين يستنكرون الإعلان عن تجميد مستوى أجورهم، والمتقاعدون الغاضبون من الزيادة المزمعة في ضريبة ستنعكس على معاشاتهم التقاعدية، والأسر المتوسطة التي خاب أملها إزاء تخفيض المساعدات المخصصة للسكن.

كما دفعت خطة لتقليص ميزانية الدفاع رئيس هيئة أركان القوات الفرنسية على الاستقالة بعد تأنيب حاد اللهجة من الرئيس أثار توترا في صفوف العسكريين.

وعنونت صحيفة “لو فيغارو” المحافظة السبت “ماكرون في مواجهة فتور الفرنسيين”.ويثير إيمانويل ماكرون الذي كان مجهولا تقريبا لدى الرأي العام قبل خمس سنوات فقط، منذ خوضه العمل السياسي قدرا كبيرا من الحماسة والرفض على السواء، إذ يبعث لدى البعض أملا في التغيير، فيما يجسد برأي البعض الآخر النخبة السياسية والاقتصادية.

وسياسته الوسطية القائمة على برنامج يستعير “من اليسار واليمين”، تواجه انتقادات من طرفي الأوساط السياسية.

وقال أحد أبرز وجوه المعارضة اليمينية إريك فورت “لم يتم إنجاز أي عمل صعب حتى الآن”، فيما يندد الاشتراكيون ببرنامج “ليس من اليسار ولا من اليمين”. ورد المتحدث باسم الحكومة كريستوف كاستانير في مقالة نشرت الأحد الماضي على موقع فيسبوك أن الكل يدرك “جسامة المهمة الواجب القيام بها”، لكن هذه الأيام المئة الأولى “سمحت بإرساء القواعد لتحول عميق في بلدنا”.

لكن يبدو أن استئناف الحياة السياسية بعد عطلة الصيف سيشهد بلبلة مع الإصلاح المرتقب لقانون العمل بناء على خط يعتبر مؤيدا لمصالح الشركات.

ودعت نقابتان منذ الآن إلى يوم احتجاجات في 12 سبتمبر، فيما يعتزم اليسار الراديكالي تنظيم “تجمع شعبي” في 23 من الشهر ذاته.

ويبدو أن إقرار الميزانية للعام 2018 سيواجه صعوبات أيضا حيث يتوقع أن ينص على تخفيض بقيمة 11 مليار يورو كاقتطاعات إلزامية على أن يقترن هذا الإجراء بمدخرات جديدة.

ولم يواجه الرئيس العقبات ذاتها على الساحة الدولية حيث فرض نفسه أمام أبرز شخصيتين على الساحة الدولية، الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي دونالد ترامب، وقد استقبلهما بنجاح في باريس رغم بعض الانتقادات.

ويحرص ماركون المؤيد بشدة لأوروبا، على إظهار تفاهمه مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ويأمل في التمكن من إنعاش الاتحاد الأوروبي بعد نكسة قرار بريكست.

وكذلك نجاح ماكرون في الجمع بين الغريمين الرئيسيين في ليبيا فايز السراج و خليفة حفتر، تعد بمثابة نجاح دبلوماسي هام للرئيس الفرنسي.

في المقابل، أثار موقفه “البراغماتي” بشأن سورية واقتراحه بإقامة مراكز إيواء للمهاجرين في ليبيا المزيد من التحفظات.وكتب المتحدث باسم الحكومة كريستوف كاستانير مبديا ارتياحه أن فرنسا “أعادت التموضع في وسط اللعبة” السياسية.

زر الذهاب إلى الأعلى