فايسبوكيون: خطاب العرش دفعة معنوية للقطع مع ادارة “باك صاحبي”

المحرر الرباط

 

لا يخفى على أحد، أن المرافق العمومية ببلادنا، لا تخلو من الشوائب و السلبيات، التي جعلت المواطن يأخد فكرة سيئة على الادارة العمومية، و رغم أن هذه المرافق تضم الصالح و الطالح شأنها شأن أي مكان يقصده المواطن لقضاء أغراضه، الا أن كسل بعض الموظفين، و تدخل بعض الجهات لصالح فئة معينة من المرتفقين، غالبا ما تزيد من حجم الهوة بين مكونات المجتمع المدني، و هذه المرافق التي رغم مساوئها الا أن لها دور كبير في سيرورة الدولة و تقدمها.

 

و عندما يخطب ملك البلاد كي يوضح لشعبه أن الادارة العمومية ببلادنا تحتاج الى مقومات أكثر لعل أهمها يتمثل في مردودية مواردها البشرية، فان ذلك يفتح المجال أمام عشرات الالاف من المواطنين كي يدلوا بدلوهم في هذا الموضوع، و هذا ما حدث بالفعل، بعدما عقب هؤلاء على خطاب العرش و أعربوا عن اعجابهم بصراحة جلالة الملك و بموضوعيته في معالجة هموم المواطنين، و ملامسة واقهم المعاش.

 

العديد من الفايسبوكيين، أكدوا على أن خطاب العرش في شقه المتعلق بالادارة العمومية، سيشكل دفعة معنوية للقطع مع ادارة “باك صاحبي”، و سيحفز العديد من الموظفين على ممارسة مهامهم بشكل صحيح، و دون الخضوع للمكالمات الهاتفية التي غالبا ما تحول دون خدمة المواطن بطريقة عادلة و قانونية، خصوصا عندما يتعلق الامر باعطاء امتيازات لمرتفق دونا عن الاخر أو حيث يجد عدد من الموظفين أنفسهم مرغمين على خرق القانون أمام المكالمات الهاتفية و الوساطات التي تقوم بها بعض الجهات النافذة لصالح مقربين منهم.

 

ادارة “باك صاحبي”، لا تكمن فقط في اعطاء الاولية للمقربين من المسؤولين، و تسبيقهم على المواطنين، و انما يشتكي منها المقاولون في الكثير من الادارات، خصوصا الهيئات المنتخبة و العمالات و الولايات، حيث يجد بعض المحظوظين من اصحاب المقاولات ضالتهم، و يستفيدون من حصة الاسد من المشاريع و طلبات العروض، في وضع لا شك أن العديد من الموظفين النزهاء لا يرضونه لأنفسهم، لكنهم يجدون أنفسهم على مسايرة الوضع خوفا من بطش الفاسدين، اذ أن الخطاب الملكي سيشجع هؤلاء على الوقوف في وجه الفساد، و الدفاع عن مبدأ تكافئ الفرص.

 

خطاب العرش، و زيادة على أنه ردع للموظفين المتخادلين، و الكسلاء و الفاسدين، فانه محفز لبعض الموظفين الذين لطالما خرقوا القانون غصبا، و دفعة معنوية لهؤلاء كي يمارسوا اختصاصاتهم كما يملي عليهم ذلك ضميرهم، و دون الانتباه للمكالمات الهاتفية التي تتدخل لصالح هذه الجهة أو تلك، و هو الشيء الذي يمكن اعتباره منطلقا للاصلاح داخل الادارة العمومية التي لاتزال تحتاج الكثير من المجهودات كي ترقى الى مستوى تطلعات جلالة الملك و المواطنين.

زر الذهاب إلى الأعلى