الملك محمد السادس يدين الانتهاكات الإسرائيلية في القدس الشريف

المحرر ـ متابعة

عبر الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، في رسالة بعث بها للأمين العام للأمم المتحدة، أنطـونيـو غـوتيـريـس، عن إدانته الشديدة للسياسات الإسرائيلية غير المقبولة، وألح جلالته على ضرورة التحرك الحازم للمجتمع الدولي وقواه الفاعلة، لإلزام إسرائيل بوقف تلك الممارسات لفرض الأمر الواقع، والاستفراد بمصير مدينة القدس، التي ينبغي معالجتها في إطار مفاوضات الحل النهائي.

وجاء في هذه الرسالة: “إننا نسجل بكل أسف، أنه في كل مرة تلوح فيها بوادر فرصة لإحياء عملية السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل، تلجأ هذه الأخيرة إلى افتعال أحداث، وخلق توترات لإجهاضها. وهذا ما تأكد من جديد، من خلال ردها بنفس الطريقة والأسلوب، على الجهود الإقليمية والدولية، التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية، والتي استشعر من خلالها المجتمع الدولي بوجود مناخ إيجابي، من شأنه نقل الصـراع الفلسطيني الإسرائيلي إلى مراحل متقدمة من التسوية”.

وذكر الملك محمد السادس في رسالته بمجموعة من التدابير الاستفزازية الخطيرة، التي اتخذتها إسرائيل في الآونة الأخيرة، مثل الاحتفالات غير مسبوقة بمناسبة مرور 50 عاما على ضم القدس، وعقد الحكومة الإسرائيلية، يوم الأحد 28 ماي 2017، اجتماعا في نفق أسفل المسجد الأقصـى.

وتابعت الرسالة أن الحكومة الإسرائيلية عرضت مشـروع قانون على الكنيست، يقضـي بإلزام المدارس العربية بتدريس المناهج والكتب الإسرائيلية لتهويد التدريس في القدس المحتلة، كما تقدم أعضاء من الكنيست بمشـروع قانون ” القدس الكبرى”، الذي يهدف إلى ضم مستوطنات إسرائيلية في الضفة الغربية ومناطق في شرق القدس المحتلة.

ورفعت إسرائيل، تضيف الرسالة، من حدة التوتر بإقدامها على تدابير أمنية إضافية، مستفزة وغير مقبولة، من خلال تثبيت كاميرات المراقبة في كل أنحاء المسجد المبارك وباحاته، وإقامة بوابات إلكترونية لتفتيش المصلين، والاعتداء على مسؤولي وموظفي الأوقاف الإسلامية.

وأضاف الملك أن السلطات الإسرائيلية تشن حملة تصعيد شاملة ضد البلدة القديمة في مدينة القدس الشـريف ومحيطها، من خلال اغتصاب أراضي الفلسطينيين وحرمانهم من البناء، وتنفيذ إجراءات الطرد التعسفي في حقهم.

وانتقلت إسرائيل، حسب الرسالة، إلى إجراءات أكثر خطورة، حينما أقدمت يوم الجمعة 14 يوليوز 2017 على منع إقامة صلاة الجمعة، وإغلاق المسجد الأقصـى في وجه المصلين لمدة ثلاثة أيام، ومنع إقامة الآذان، في خطوة غير مسبوقة منذ نصف قرن، واعتقال الشيخ محمد حسين مفتي القدس والديار الفلسطينية لعدة ساعات.

وأكد العاهل المغربي على محورية قضية القدس، وطابعها الروحي العميق، وعدم جواز المساس برمزيها وهويتها الحضارية العريقة، ونبه إلى خطورة الانتقال بالنزاع إلى صراع ديني، محذرا من مخاطر توظيف الموروث الحضاري والثقافي، كعامل لتأجيج مشاعر العداء والتطرف، وضرب قيم المحبة والتسامح بين أتباع الديانات السماوية.

و.م.ع

زر الذهاب إلى الأعلى