العبث و تضارب التصريحات: عنوان بارز للحراك في الريف منذ انطلاقته

المحرر الرباط
 
في الوقت الذي لاتزال الجهات المعلومة متمسكة بالابقاء على الحراك في الريف قصد زعزعة الامن و الاستقرار، و الحفاظ على التوتر بين الامن و المواطنين، يتأكد للمتتبعين يوما بعد يوم، أن السباق نحو الظفر بأموال الحشيش، و السعي وراء الشهرة المزيفة، قد تسبب في أكثر من مناسبة، في الكشف عن حقيقة النضال الذي يتبناه عدد من الوجوه داخل الريف و خارجه، و أماط اللثام عن مجموعة من الصراعات و التطاحنات على مستوى النشطاء الذين وصلوا في تبادل التهم الى حد التخوين و توجيه الاتهامات الخطيرة.
 
و من بين المظاهر التي عيبت النضال في الريف، و شوهت صورته لدى الرأي العام، هو التناقد في التصريحات، و الاتهامات المباشرة و الغير مباشرة التي تم توجيهها لبعض النشطاء من طرف آخرين، في مشهد جعل الرأي العام يتأكد من أن زفازفيي الريف بمختلف تلاوينهم، يتطاحنون اليوم على الاموال التي تحول من هولاندا، أكثر من تطاحنهم على الشعارات المرفوعة على لافتات سقط عنها القناع كما سقط عن مجموعة من الاشخاص الذين تبين فيما بعد أنهم قد تلقوا تمويلات من هولاندا قصد حشد المتظاهرين، في خطة تشبه الى حد كبير الخطط التي تنهجها البوليساريو في الصحراء.
 
و لعل التضارب في التصريحات بين والد سيليا امحند الزياني، و محاميتها، لأكبر دليل على أن الحراك يعيش على وقع الشتات و التفرقة، و على أن من يقدمون انفسهم كنشطاء و مناضلين، يتهافتون نحو المصالح الشخصية، لدرجة أنهم دخلوا في مرحلة الضرب تحت الحزام، و استغلال معاناة بعضهم البعض في تمرير الخطابات السياسية و تلك التي تخدم أجندات معروفة، قد تكون سببا في الانتكاسة التي يعيشها الحراك، خصوصا و أن الريفيين قد فطنوا لتفاصيل اللعبة، و تأكدوا من أن الزفزافيين لا يفعلون شيئا سوى أكل الثوم بأفواههم.
 
فكيف يعقل أن تصرح محامية سياليا بأن موكلتها التي لم تطلب مؤازرتها، في صحة جيدة و بمعنويات مرتفعة، ثم يعقب والد هذه المعتقلة على كلام محاميتها، ليؤكد على أن ابنته تعيش على وقع الازمة، و على أنها محطمة و منهكة، إذا لم يكن في الامر إن، و ربما قد تكون فيه أخواتها كذلك، طالما أن محامية سيليا، هي نفسها زميلة الاستاذة نبيلة منيب في حزب الاشتراكي الموحد، و هي نفس السيدة التي شوهدت في العشرات من المظاهرات التي نظمت بعدد من مدن المملكة، بل أنها ركلت في إحداها شرطيا على مستوى جهازة التناسلي و تسببت في دخوله الانعاش.
 
تصريحات محامية سيليا، و التصريحات المضادة لوالدها، يعكس حقيقة الحراك في الريف، و يكشف عن صراع المصالح السياسية و الحقوقية و حتى الانفصالية في عدد من الحالات، بينما تبقى المصلحة العامة هي آخر شيء يفكر فيه من يدعون النضال، خصوصا عندما يتعلق الامر ببعض المنتسبين للاحزاب السياسية و بعض أشباه الحقوقيين و الطامعين في أموال الحشيش، خصوصا و أن مثل هذه الظواهر تحولت الى مشهد اعتيادي لا يخلو منه أي مجلس أو اجتماع حول الحراك، و سواء كانت سيليا بخير أو لا، فان تصريحات والدها التي تضمنت اتهامات غير مباشرة لمحاميتها، أكبر دليل على أنه داخل الحراك في الريف “كل واحد يلغي بلغاه” كل حسب الاجندات التي يتحرك لحسابها.
 
و قد يكون هذا المستجد، مناسبة كي يضع الريفيون رؤوسهم أمام المرآة، كي يتمعنوا في كرونولوجيا التصريحات و التصريحات المضادة، و طبيعة أصحابها، حتى يتمكنوا من استدراك القاعدة التي تقول أنه مهما اختلفت مناهج المناضلين و أشباههم، ستبقى الدولة هي الحضن الدافئ الذي يضمن أمن و استقرار المنطقة، و سيظل دلك الشرطي الذي ارسل الى المستشفى خلال احدى المظاهرات، هو رجل المواقف الصعبة، الذي قد يغامر بحياته كي يعيش من ضربه بالحجارة في يوم من الايام، لا لشيء سوى لأنهم شحنوه ضد بلده.

زر الذهاب إلى الأعلى