خيمة الإفطار: أرقى مظاهر التكافل الإجتماعي

مع توالي أيام شهر رمضان، يزداد التنافس على عمل الخير لعظم الأجر والثواب، فتشهد جل مدن المملكة من طنجة إلى الگويرة انتشار موائد الرحمن بشكل منقطع النظير، وهي موائد إفطار مجانية يقوم عليها أفراد لا يسعون إلا لمرضاة الله، عن طريق تكريس قيم التطوع والتآخي، وتوفير مجالا خصبا لتبادل القيم النبيلة المتجسدة في البدل والعطاء ونكران الذات خدمة للمجتمع.

ولتقريب الصورة من الأجواء التي تحيط بهذه الموائد الخيرية، قمنا برصد كاميرا الجريدة على أهم المبادرات بالعاصمة الإقتصادية للمملكة، والتي تقع بعمالة عين الشق، في تقاطع شارع 2 مارس مع شارع القدس، الذي يعتبر مكان استراتيجي، تتوافد عليه نسبة مهمة من المستفيدين.

هي “خيمة الإفطار”، مبادرة شبابية تقوم بها الجمعية المغربية للمتطوعين الشباب، وتأتي في نسختها الرابعة، حيث بلغ عدد المتطوعين الذين انخرطوا بها في النسخ الثلاث السابقة إلى أزيد من 850 متطوع.. ما يحيل لقيمة عطائها ومردوديتها الإنسانية.
ولعل ما يؤكد ذلك هو فتح أبوابها في وجه كل من لم تسعفه ظروف الحياة على الإفطار في كنف عائلته، من أطفال الشوارع، اللاجئين السوريين، المعاقين.. وحتى عابروا السبيل من عمال وتجار ورياضيين وباقي شرائح المجتمع من أدركهم آذان المغرب بعيدا عن بيوتهم..

وبالإضافة لمائدة الإفطار الرمضانية، تقوم الجمعية على عدة أنشطة خيرية ترمي من خلالها لرسم الابتسامة وإدخال الفرحة على المحتاجين والفقراء، كتقديم الألبسة في عيد الفطر، وتوزيع الأضاحي بعيد الأضحى، شراء الأدوات المدرسية بمناسبة الدخول المدرسي، ترميم وتنظيف الأحياء، حملة توزيع الأغطية على المتشردين، زيارة دار الأيتام ودار العجزة.. وجملة من المبادرات التي تعد مظهرا من مظاهر التكافل الإجتماعي..

وتعتمد هذه المبادرة لتمويل نشاطها على عدة موارد، كمساهمات أعضاء الجمعية، وتبرعات المارة والجيران، وكدا مساعدات المحلات التجارية الكبرى، من قبيل المخابز والأسواق التجارية.. رغما أنها تبقى موارد غير مستقرة، مما يصعب معه مجاراة كل أيام شهر رمضان..لكن مع هذا لا شيء يمنعهم من رفع التحدي و وضع بصمة الخير..

وأخيرا نتوجه بالشكر الجزيل لمبادرينا الكرام ومبادراتنا الكريمات على الروح الجماعية والتطوعية التي بدلوها في سبيل انجاح النشاط، كما لاتفوتنا الفرصة لنشكر المحسنين والمتعاطفين وكل من كانت له يد في انجاح هذه المبادرة.