زيارة الوفد الحكومي لجهة الشرق: بادرة من الدولة تستحق التنويه

المحرر الرباط

 

خلفت الزيارة التي قام بها وفد حكومي رفيع المستوى يضم وزراء في حكومة سعد الدين العثماني، ارتياحا واسعا في أوساط المتتبعين لفاجعة جرادة، و الذين ثمن عدد كبير منهم هذه الخطوة، واصفينها بالمبادرة الحسنة التي تنم عن حسن نية الدولة المغربية في تعاملها مع الاحداث، و الاهتمام الذي يوليه جلالة الملك للقضية التي تستأثر الرأي العام الوطني.

 

زيارة الوفد الحكومي الى جهة الشرق، و حضوره للقاء تواصلي مع مختلف فعاليات المجتمع، تأتي من أجل تعزيز الثقة بين المواطن و مؤسسات الدولة من جهة، و كتأكيد على متابعة جلالة الملك لهموم و انشغالات الشعب المغربي من جهة أخرى، كما أنها تعتبر قطعا للطريق على كل ما من شأنه أن يشوش على تحركات الجهات المسؤولة على مستوى الملف المطلبي لساكنة الشرق، و أن يركب على الاحداث بغية تحريف مسارها في اتجاهات منحرفة.

 

هذه البادرة الطيبة، يمكن اعتبارها ردة فعل ذكية، هدفها طمأنة الساكنة بخصوص مطالبها، و هو ما من شأنه أن يعطي دروسا لمن يصطادون في المياه العكرة، و أن يقطع الشك باليقين فيما يتعلق بمدى اهتمام الجهات المسؤولة بالمستجدات الوطنية، و تفاعلها بالايجاب مع مطالب المواطنين عبر مختلف ربوع المملكة، عكس ما تحاول بعض الجهات الترويج له باستعمال وسائل التواصل الاجتماعي، لغاية يعلمها الجميع.

 

ما نلامسه اليوم بالجهة الشرقية، لا يمكن أن يمر دون التنويه بمجهودات صاحب الجلالة، الملك محمد السادس، التي بذلها منذ توليه الحكم، و التي ساهمت بشكل كبير في نعيشه اليوم من ديموقراطية و انفتاح للمؤسسات على المواطن، حيث نعيش اليوم في دولة تتسع لجميع الفرقاء، و قادرة على التعامل بالايجاب مع مطالب الشعب بمختلف مكوناته، في اطار دستور 2011، الذي يعتبر مكسبا حقيقيا للمواطن، استطاع الملك محمد السادس أن يجعل منه واقعا معاشا و فخرا للوطن في اطار الدولة الحديثة.

 

من جهة أخرى، فقد لعب رجال الامن، دورا محوريا في السلم الاجتماعي الذي تعيشه الجهة الشرقية اليوم، كما انها تعتبر الجهة التي وضعت أرضية الحوار، و هيأت لها الاجواء المناسبة، من خلال التعامل الحضاري مع المتظاهرين، و التدبير الامني المحكم للحراك، حيث لامس المواطن كيف أن رجال الامن بمختلف تلاوينهم قد تمكنوا من تأمين الظروف الملائمة حتى تمر المحطات النضالية بسلام، و حتى يتمكن المواطن من التعبير عن مطالبه بكل أريحية و بعيدا عن مظاهر الاخلال بالامن العام.

 

السياسة الامنية التي رافقت الحراك بالجهة الشرقية، و تمكن رجال الامن من ضبط النفس، و مسايرة المظاهرات بكل مهنية، ساهما بشكل كبير في وضع اللمسات الاخيرة للزيارة التي يقوم بها الوفد الحكومي، و شجعت المواطن على الانخراط في الحوار مع الجهات الرسمية، خصوصا بعدما تأكد من أن مطالبه يتم التعامل معها بشكل جدي، و بعدما تأكد من أن القوة لم تكن في يوم من الايام فلسفة تنهجها الدولة في تعاطيها مع النضال الشعبي، و هو مالا يمكن أن يمر دون التنويه بمجهودات رجال الامن المضاعفة، في سبيل امن و أمان الوطن و المواطن.

زر الذهاب إلى الأعلى