المغرب للبوليساريو…”إنما للصبر حدود”

المحرر- متابعة

قال عمر هلال، السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، إنه أخذ علما، وبتقدير، ببيان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، الصادر اليوم السبت، حول الاستفزازات الأخيرة لـ”البوليساريو” في منطقة الكركارات بالصحراء المغربية، مضيفا أن الأمين العام يشاطر المملكة المغربية بشكل كامل قلقها العميق إزاء انتهاكات الاتفاقات العسكرية والتهديدات بخرق وقف إطلاق النار من طرف “البوليساريو”.

وأوضح هلال أن المملكة المغربية، شأنها شأن الأمين العام وأعضاء مجلس الأمن، ترى أن استفزازات “البوليساريو” تتناقض مع الجهود الحالية للمبعوث الأممي إلى الصحراء هورست كولر لإحياء العملية السياسية، محذرا من أن أي مسلسل سياسي غير ممكن طالما أمعنت الأطراف الأخرى في انتهاكاتها المتكررة للاتفاقات العسكرية ولوقف إطلاق النار، وكذلك في تكتيكاتها المعتادة لإذكاء التوتر والتأزيم عشية الاستحقاقات الأممية. وكما ذكر بذلك بيان الأمين العام الصادر اليوم، يضيف هلال، فإن المسلسل السياسي بحاجة ماسة إلى جو من الهدوء واحترام الالتزامات المتعهد بها.

وفي تصريح صحافي لوكالة المغرب العربي للأنباء، أشار السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة إلى أن “المملكة المغربية أوفت بالتزاماتها منذ أزمة العام الماضي، ولم تقم بأي عمل يؤثر على الوضع بالمنطقة العازلة في الكركارات. كما أنها تتحلى بضبط النفس انسجاما مع الرغبة المعبر عنها من طرف الأمين العام، غير أن لصبرها حدودا”.

وقال هلال إن المغرب اتخذ مساعي على جميع المستويات منذ ظهور أولى عناصر جبهة “البوليساريو” في المنطقة العازلة بالكركارات في 3 يناير الجاري، مضيفا أن هذه العناصر، وبعد اعتراض سبيل المشاركين في “رالي تحدي الصحراء”، اضطرت إلى مغادرة المكان بأمر من “المينورسو”.

وكشف هلال أن المغرب عاد أمس الجمعة إلى كبار المسؤولين في الأمانة العامة للأمم المتحدة، ونبه أعضاء مجلس الأمن الـ15 لخطورة انتشار عناصر مسلحة جديدة من “البوليساريو” بالكركارات، صباح الجمعة، وتهديدات هذه الأخيرة بمنع مرور، يوم الاثنين 8 يناير، رالي “إفريقيا إيكو رايس”. ودعت المملكة كافة محاوريها إلى تحمل مسؤولياتهم فورا وبشكل حازم، ومطالبة “البوليساريو” بمغادرة منطقة الكركارات بشكل فوري، ودون قيد أو شرط.

وأضاف الدبلوماسي المغربي أن المملكة تدين بشدة هذه الأعمال الاستفزازية المتكررة التي تقوم بها “البوليساريو”، والتي تنتهك الاتفاقات العسكرية، وتهدد وقف إطلاق النار القائم منذ سنة 1991، وتمس بشكل خطير بالأمن والاستقرار في المنطقة، معتبرا أن هذه التحركات غير المسؤولة من طرف “البوليساريو” تشكل تحديا للمجتمع الدولي، وإهانة للأمين العام ولمجلس الأمن.

وسجل الدبلوماسي المغربي أن البيان، الذي أدلى به الأمين العام للأمم المتحدة، واضح وقوي في الأمر الموجه إلى “البوليساريو” كي لا تعيق، بأي شكل من الأشكال، حرية التنقل المدني والتجاري. وهو ما يشكل رفضا قاطعا وقويا لاستفزازات “البوليساريو” ولعرقلتها حرية التنقل في المنطقة العازلة في الكركارات، يضيف هلال.

وفضلا عن ذلك، يقول هلال، وجه الأمين العام رسالة مباشرة وحازمة إلى “البوليساريو”، من خلال تأكيده على ضرورة “عدم اتخاذ أي إجراء قد يشكل تغييرا في الوضع الراهن في المنطقة العازلة”. ولذلك، يضيف السفير المغربي، فإن تواجد “البوليساريو” بالكركارات غير قانوني لأنه ينتهك الاتفاقات السارية ويسعى إلى تغيير وضع المنطقة. وبالتالي، ثمة ضرورة ملحة لانسحاب “البوليساريو” فورا، ودون قيد أو شرط، من أجل العودة إلى الوضع الذي كان قائما، يؤكد هلال، الذي حذر من أن المناورات الحالية التي تقوم بها “البوليساريو” تهدف بشكل يائس إلى تكرار سيناريو أزمة مارس وأبريل الماضيين. وقد أبانت “البوليساريو” بهذا عن قصور في الذاكرة، إذ نسيت أنه تم إجبارها على سحب عناصرها المسلحة من قبل مجلس الأمن، الذي منحها مهلة 15 يوما للامتثال لأمر الانسحاب، يقول الدبلوماسي المغربي.

وأعرب هلال عن أسفه العميق لتكرار هذا السيناريو، مشيرا إلى أنه دليل على أن “البوليساريو” والجزائر، التي تمولها وتسلحها وتقتني العربات التي تقطع الطريق بالكركارات، لم تستخلصا العبر من فشلهما الذريع في أبريل الماضي.

وردا على سؤال حول تذكير الأمين العام بالصلة بين انسحاب “البوليساريو” وضرورة تهيئة جو يفضي إلى استئناف الحوار السياسي، أجاب السفير المغربي بأن تحذير أنطونيو غوتيريس “مهم جدا لأنه يدرك أنه لا مجال لمسلسل سياسي عندما تختار الأطراف الأخرى الاستفزاز والتصعيد”.

شارك هذا المقال على منصتك المفضلة
اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد