البام: حزب شاءت الاقدار أن يُفسده إلياس العماري

المحرر الرباط

 

لا يمكن لأحد أن يجزم بأن كساد حزب الاصالة و المعاصرة، مرتبطة بمرجعياته أو ببرامجه الانتخابية، خصوصا و أن انطلاقته شكلت طفرة سياسية التف حولها الالاف من المواطنين قبل أن ينفروها مدة قصيرة عقب مغادرة فؤاد عالي الهمة للمشهد السياسي.

 

و إذا كان تواجد الهمة في حزب الجرار قد أعطاه مصداقية لدى المواطنين، فإن خروجه منه، قد شكل الضربة القاضية، و جعله يتهاوى بعدما كان مؤسسوه يراهنون على اكتساح انتخابي غير مسبوق، خصوصا في ظل الترحيب الذي لقيه هذا الحزب من طرف المواطن المتعطش للتغيير.

 

العامل الذي أثر في الحزب بشكل مباشر، لم يكن قرار الهمة القاضي بمغادرته للجرار، بقدر ما هو مرتبط بالوجوه التي تركها وراءه تصول و تجول و تستغل اسمه بشكل مباشر أو غير مباشر، و هي نفس الوجوه التي انتهت بالحزب في الحضيض و جعلت بنكيران يسحقه بصفر درهم.

 

المحطات التي مر منها حزب الاصالة و المعاصرة، أثبتت أن القائمين عليه لا يستفيدون من أخطائهم، و لعل أكبر دليل على هذا الكلام، هو المسيرة التي نظمها الياس العماري ضد حزب العدالة و التنمية، و التي اعتبرت لذغة للمؤمن من نفس الجحر، بعد فشل الرجل في السيطرة على مخيم اكديم ايزيك الذي انقلبت أحداثه على الدولة بأكملها.

 

و عندما يخرج الياس العماري بتصريحات يؤكد من خلالها على عزمه محاربة كل ما هو اسلامي، فان الامر يعتبر انتحارا سياسيا من الدرجة الاولى، في مجتمع يمكن أن يناقشك في جميع الامور عدا شؤونه الدينية، و هي نفس التصريحات التي عززت من قوة بنكيران و جعلت المواطنين يلتفون حوله نكاية في الياس الذي كانوا يرون فيه عدوا لدينهم.

 

محاربة الياس للاسلاميين، فاقت في حجمها تلك التي تصرف عليها مخابرات الامارات و السعودية الملايير، و تبنت شجاعة غير مسبوقة من خلال الاعتراف بها، و هو الشيء الذي لا يجرؤ حتى الاسرائيليون عليه، بل أن سر نجاح بعض الجهات في محاربة الاسلاميين هو عدم الاعتراف بذلك علنا، و لو أن سيسي مصر تصرف مثل الياس ابان الفوضى لما عمر طويلا في منصبه.

 

قمة البلاهة و الجهل، هو أن تصرح لوسائل الاعلام بعزمك محاربة الاسلاميين، في مجتمع مسلم، سبق و أن ثار في وجه من تطاول على الرسول، ولازال ينظم الوقفات تضامنا مع القدس ضد اليهود، في وقت يعلم فيه الجميع أن سر نجاح اخوان بنكيران لم يكلفهم شيئا سوى ارتداء لحية و ترديد الاحاديث النبوية الصحيحة منها و الضعيفة.

 

حزب الاصالة و المعاصرة، يعيش اليوم كسادا سياسيا من الافضل للقائمين عليه حله بشكل نهائي، لأن ابعاد الياس عنه لن يكون حلا طالما أن المغاربة قد ربطوه بتصريحات هذا الرجل، و تطاوله على الاسلاميين، هذا في وقت يتوقع فيه المتتبعون اندثار الحزب القوي جدا مع مرور الايام، و التحاقه بالصفوف الاخيرة في المشهد السياسي المغربي.

شارك هذا المقال على منصتك المفضلة
اترك تعليقا