اكتشف مرضه قبيل زفافه… وهذه قصّته المؤلمة

 

المحرروكالات

 

بكي الأمّ كثيراً وهي تروي قصّتها المؤلمة. تفتح حقيبة اليد لتخرج منها صورة ابنها الوحيد. شابٌ عشرينيّ جميل كان ينبض بالحياة. يشبه كثيراً الطفل الذي تحمله على يدها. حفيدها على يدها، وابنها المتوفّي أسير تلك المساحة الضيّقة في حقيبة اليد. والإثنان في القلب المجروح…

إنّها حكاية أليمة، ومع ذلك تصرّ الأم المفجوعة، منذ أكثر من عام، على أن تخبرها. تقول إنّ ابنها شعر بألمٍ في ظهره، فزار أطبّاء وخضع لعلاج فيزيائي، من دون أن يتوقّف الألم أو ينحسر. كان يملك طاقةً كبيرة أراد من خلالها أن يعوّض وفاة والده، فأكمل عمله ونجح في تطويره. لم يكن يحدّه طموح، تقول الوالدة، وكانت تفتخر كثيراً بما يحقّقه في عمله.

قبل ثلاثة أيّامٍ فقط من موعد زفافه، اكتشف بأنّه مصاب بمرض السرطان. كان وقع الصدمة كبيراً عليه وعلى من حوله. لم يتأخّر كثيراً باتخاذ القرار بإبلاغ عروسه، وترك الخيار لها بإلغاء الزفاف. إلا أنّ عروسه أصرّت على ألا يتبدّل شيء. كان حبّها له أقوى من أن يستسلم أمام مرضٍ ولو كان مستعصياً.

تزوّجا، وبدأ العلاج. اتّفقا، بعد استشارة الأطبّاء، على أن يُستخرج منه سائل منويّ يُستخدم في سبيل إنجاب طفلٍ لهما، تحسّباً لعوارض العلاج التي يمكن أن تؤثّر عليه من هذه الناحية. إلا أنّ المرض كان تفشّى في جسده، فلم يصمد كثيراً. توفّي الشاب الطموح بعد أشهر على زفافه. رحل وحيد أمّه التي ما كادت تفرح للمرة الأولى بعد وفاة زوجها حتى تلقّت صدمة مرض ابنها ثمّ وفاته.

تقول الأمّ إنّه ظَلّ، في مرضه، مبتسماً ويخفّف من حزن مَن حوله. توفّي وأنجبت زوجته طفلهما الوحيد الذي لم يعرف أباه.

تعيد الأمّ صورة ابنها الى حقيبة يدها. تقبّل حفيدها بشدّة. تتنهّد وتمسح الدموع التي احتلّت خدّيها. تردّد، همساً: “نشكر الله”.

زر الذهاب إلى الأعلى