أحمد الزفزافي يأكل الثوم بأفواه معتقلي الريف

المحرر الرباط

 

من سيصدق بأن الرجل الذي كان يستضيف وسائل الاعلام بمنزله، كي يطلعهم على الغرفة التي كان يقطنها نجله، محاولا أن يقنع الرأي العام بفقره، قد دخل اليوم الى البرلمان الهولاندي، بعدما استطاع أن يحصل على تأشيرة و أن يؤدي ثمن تذكرة الطائرة و ما الى ذلك من المصاريف التي يحتاجها للاقامة في دولة ثمن السندويش فيها يفوق الخمسين درهم إن لم نقل أكثر.

 

وصول والد ناصر الزفزافي الى البلاد المنخفضة، يدفعنا الى التساؤل عن الجهات التي رتبت لزيارته و تكلفت بمصاريفها، في وقت طل فيه هذا الرجل يشتكي من الفقر، محاولا ابطال تهمة التخابر مع جهات اجنبية عن ابنه، و نحن نعلم جميعا أن هذا البلد الذي لا يمنع استهلاك المخدرات قد تحول في ظرف وجيز الى مرتع لبارونات الحشيش و مافيات المتاجرة فيه.

 

و إذا كان وصول احمد الزفزافي الى هولاندا يشكل تناقضا لمواقفه السابقة، فإن تصريحاته لم تخلو بدورها من المتناقضات و الاكاذيب التي حاول أن يروجها في حضرة النواب الهولانديين، تنفيذا لأجندات الجهات التي تكلفت بسفره و استضافته، و التي قد تكون سببا مباشرا في الزج بإبنه وراء قضبان سجن عكاشة حيث يقيم رفقة عدد من المغرر بهم الذين اعتقدوا أن لتجار المخدرات و زعماء المافيات التزام بالعهود و وفاء بالوعود.

 

كذب أحمد الزفزافي ظهر بالملموس عندما صرح بأن ابنه قد وضع في زنزانة انفرادية لمدة تزيد عن الستة أشهر، أياما قليلة عقب تعقيبه على المحامي اسحاق شارية و نفيه لما صرح به هذا الاخير بخصوص علاقة العماري بالحراك في الريف، و من هنا نتساءل عما اذا كان بإمكان معتقل في زنزانة انفرادية أن يتواصل مع الرأي العام عبر وسائل الاعلام، و أن يطلع على الجرائد  الالكترونية التي نشرت تصريحات شارية؟؟؟

 

من جهة أخرى، نتساءل عن الاسباب التي حالت دون أن يعترف الزفزافي، بأن المجلس الوطني لحقوق الانسان “مؤسسة دستورية” قد وضع حافلة رهن اشارة العائلات من اجل نقلهم الى البيضاء لزيارة المعتقلين بمن فيهم ناصر، بالاضافة الى الحوارات التي فتحها المسؤولون مع تلك العائلات لمناقشة مطالبهم و محاولة تنفيذها في اطار القانون؟؟؟

 

ان اجراء المقارنة بين شخصيتين، يستوجب تسليط الضوء على مجموعة من الامور، و محاولة مقاربتها من بعضها بغاية الوصول الى نتائج تؤكد أو تنفي التجانس، الشيء الذي يجعلنا نستغفر الله العظيم من مقارنة المناضل نيل سون مانديلا بناصر الزفزافي، و نحن جميعا نعلم أن الرجلين يختلفان في كل شيء، حتى في النضال و السجن و المطالب، و إن كان مانضيلا قد اقتحم في يوم من الايام مكانا للعبادة من أجل القاء خطبة سياسية أو استعان ببلطجية لدخول ساحة عمومية حينها يمكننا الشروع في اجراء مقارنة بينه و بين الزفزوف.

شارك هذا المقال على منصتك المفضلة
اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد