تجار المخدرات والمخططات اخترقوا وزارة الداخلية والأجهزة الأمنية في الجنوب المغربي.

محمد الفنيش

 


يواصل العاهل المغربي خطاباته الرسمية ضد الفساد المستشري في المملكة, خطابات لا تطبق ولا يوجد لها أي أثر ملموس على الواقع! كأن رئيس الدولة أو ملك البلاد لم يتحدث ولم يوجه خطاب رسمي للأمة !

 


في ليلة الخميس 27 من أبريل 2016 ظهرت حرب عصابات المخدرات في العيون في الجنوب المغربي والتي تم تقطيع فيها أطراف أشخاص وقتل فيها شاب بشكل بشع! كانت حرب بالوكالة بين بعض المنتخبين في العيون وبعض المنتخبين في بوجدور الذين يتاجرون في المخدرات الدولية, بدأ التحقيق في القضية ليتم طمس الملف إلى يومنا هذا في حين كان على الدولة أن تكون حاضرة وتحارب مثل هذه العمليات الإرهابية التي نشرت الرعب في تلك الليلة. من هنا نستشف أن الدولة تم إخترقها عبر جهاز القضاء وجهاز المخابرات الداخلية وعبر وزارة الداخلية والدرك الملكي ليس فقط في العيون وإنما في الجنوب ككل من مدينة أكادير حتى مدينة الداخلة حيث تنشط العصابات الدولية في المخدرات والممنوعات.

 


في الثالث من يونيو 2017 ستتبادل عصابة المخدرات إطلاق النار أمام عمالة مدينة الطنطان في الجنوب المغربي (عمالة ممثلية وزارة الداخلية) في استهتار تام لحرمة الدولة والقانون الذي تم اختراقه بالرشاوي والمحسوبية.

 


في 19 من يونيو 2017 صدر بلاغ عن الشرطة في الرباط بالرغم أنه جاء متأخر يؤكد اعتقال تسعة أشخاص بناء على معلومات من مديرية الحموشي التي أرسلت معلومات دقيقة إلى كلميم عن تواجد عصابة تجارة مخدرات وأسلحة, شرطة كلميم أصبحت أمام أمر الواقع بعد قرار الحموشي لإن شرطة كلميم تعرف كل صغيرة وكبيرة ولكن علاقة ممثل الشرطة بكلميم أنداك أحمد الراجي وبعض موظفيه في الإقليم ببعض المنتخبين المتورطين في التهريب والتجارة الدولية في المخدرات جعله لا يطبق القانون بل أصبح غطاء للجريمة.

 


تأخر بلاغ مديرية الأمن الوطني لإن الواقعة في كلميم وقعت قبل 19 من يونيو 2017 لكن الخطير هو محاولة التسر على بعض الأشخاص المعتقلين من التسعة لإن أحدهم قريب من أحد المنتخبين في كلميم والغرابة الكبرى هو أن السلاح الرشاش والممنوع الذي ضبط بحوزة العصابة اعترفوا أنهم كانوا سيسلمونه لشخص كان رمزه في محضر التحقيق “بالربيو” هذه التغطية عن الشخص المعني بتسلم السلاح دون البحث عنه أو اعتقاله أو تفتيش منزله توضح العبث الأمني الذي وصل إليه الجنوب المغربي, خصوصا أن المعتقلين أقروا به في التحقيق وكانوا في مهمة إيصال السلاح له!

 


وأثناء محاولة بعض الأجهزة الأمنية في الجنوب المغربي وبعض المنتخبين لملمة فضيحة كلميم وطي ملف التسعة أشخاص, اعتقلت البوليساريو 19 شخصا على الحدود بعدما أدخلوا كميات مخدرات وأسلحة إلى التراب الجزائري, حاول المتاجرين بنزاع الصحراء التلاعب بالمعطيات والتغطية على الفضيحة والجريمة! لكن البوليساريو كشفت صور وأسماء المعتقلين والجهات التي يتعاملون معها في جهة كلميم واد نون سواء أمنيين أو منتخبون! فلتزم الجميع الصمت في الجانب المغربي وابتلعوا ألسنتهم! في حين كان على الدولة أن تكون شجاعة وتفتح تحقيق وتعتقل كل من تورط سواء أكان منتخب أو مسؤول أمني أو وكيل ملك أو وزير وتستمر الدولة في دعم هيبتها ودعم ثقة المواطن بدولته ويستمر كذلك دعم مغربية الصحراء على أسس سليمة بعيدا عن عمل المافيا الذي أسقط ليبيا والعراق وسوريا واليمن….

 


الحموشي إنسان نزيه ويستحق كل الاحترام والتقدير لكن جهازه مخترق في الجنوب المغربي سواء على مستوى الأمن أو على مستوى المخابرات الداخلية, بل أصبح بعض رجال الحموشي في الجنوب المغربي أعين لتجار المخدرات ولبعض المنتخبين الذين يتاجرون في المخدرات والتهريب… الاختراق تجاوز ادارة الحموشي إلى القضاء ووزارة الداخلية فأصبح العمال الذين كانوا مقربين من تجار المخدرات في الجنوب المغربي أصبحوا ولاة وأصبح الوطنيين ونزهاء مبعدين, شخص اسمه عمر يسكن مدينة مراكش يتوافد عليه خلال الخمس سنوات الأخيرة المنتخبين الفاسدين في الجنوب المغربي لكي يكون لهم وسيط مع قريب له كان يشغل منصب وزير منتدب في وزارة الداخلية سابقا, كانت الأموال تتهاطل على عمر في مراكش مقابل أن يزيح عمر عبر قريبه في الوزارة كل نزيه في الدولة يشتغل في الجنوب المغربي…. وعم الفساد وعمت الفوضى… وليس كل ما يعرف يقال وقد نحتاج إلى عشرات الصفحات لكشف كل المعلومات الخطيرة التي تقع في الجنوب المغربي.

 


البوليساريو لديها اليوم ورقة رابحة وقوية تضغط بها على اللوبي الفساد في الصحراء وهو تجارة المخدرات, لقد اخترقت البوليساريو كل الأجهزة في الجنوب المغربي ولعل اعتقال تسعة أشخاص في يونيو من هذه السنة بينهم جزائري وشخصين من البوليساريو وقريب منتخب بكلميم وهم في خيمة بنيت مدة سنتين في المنطقة وتردد عليها عشرات المهربين يوضح أن جهاز المخابرات المغربي الداخلي تم اختراقه كما تم اختراق جهاز الأمن, إزاحة الوزير المنتدب في وزارة الداخلية سابقا قد يكون جزء من الحل لكنه ليس الحل النهائي لإن هذا الأخير ترك تلاميذه بشكل خطير في وزارة الداخلية ومديرية الأمن الوطني مما يفرض يقظة كبرى لتطهير وزارة الداخلية ومديرية الأمن الوطني وجهاز المخابرات الداخلي دستي من الخونة والمرتشين وأصحاب المخططات.

 


شخص أخر تم إطلاق نار عليه قرب قرية المحبس على مقربة من الحدود المغربية مع الجزائر عاد إلى مدينة كلميم والرصاصة لا تزال في ساقه, تدخل له أحد المنتخبين وتم نقله إلى الحي المحمدي في أكادير وتم علاجه وسحب الرصاصة من رجله وأعطيت له سيارة مرسيدس وعد إلى كلميم وطلب منه أن لا يغادر كلميم حتى لا يتم اعتقاله!!!
قبل شهر من الأن تم إطلاق سراح شخص ضبط عنده سلاحين في قرية أباينو بكلميم افرج عنه من سجن أيت ملول دون أن يحاكم حتى لا يحضر بعض المنتخبين للمحكمة وتنفضح الصورة!!

 


أشخاص قريبين من بعض المنتخبين في كلميم نصبوا على المواطنين في تجزئات وهمية ورفع المواطنين بهم دعاوي قضائية وتم وضعهم في نظام البحث الأمني من أجل القبض عليهم!! ووكيل الملك في كلميم يلتقيهم سرا في أكادير مع بعض المنتخبين!!

 


وكيل الملك بكلميم نفسه يحفظ شكاية اختلاس وتزوير في كلميم دون أن يستمع للمتهم!! ماذا لو اعترف المتهم بما نسب إليه!!
دولة المافيا تتوغل في المملكة المغربية من الجنوب المغربي وهذا خطير جدا مما يفرض الحزم واليقظة لردع دولة المافيا والحفاظ على هبة الدولة وحمايتها من أي مخطط يتسلل مثل مرض السرطان إلى مؤسستها.

 


جنوب ليبيا يعرف تواجد خطير للجماعات المتطرفة وخط التهريب للمخدرات ممتد من الجنوب المغربي حتى الجنوب الليبي, فهل سيتم تحصين الجنوب المغربي قبل فوات الأوان؟
محمد الفنيش

زر الذهاب إلى الأعلى