هكذا أصبحت نظرة الأوروبيين للمغاربة بعد توالي الهجمات الإرهابية…

المحرر- متابعة

وقعت أخيرا عدد كبير من الأعمال الإرهابية في بعض الدول الأوروبية، ومن غريب الصدف أن جلها تورط فيها مغاربة، مما جعل جهات مغرضة تعمل على التسويق السيئ لفكرة أن المغاربة أو ذوي الأصول المغربية أصبحوا خطرا يتهدد المجتمعات الأوروبية، ويمثلون قنبلة موقوتة يمكن أن تقضي على بلدانهم المتحضرة. وارتكازا على هذه الفكرة يطالب البعض بطرد المهاجرين المغاربة من إسبانيا باعتبارهم مصدر خطر.

وهنا يطرح الحصيف العديد من الأسئلة: هل فعلا أن المغاربة مصدر للإرهاب وهل المغرب تحول إلى بلد مصدر للإرهاب؟ أم أن الإرهاب عابر للجنسيات؟ وأي علاقة لذوي الأصول المغربية بالإرهاب، ولماذا لم تتم محاسبة المجتمعات الأوروبية التي لم تتمكن من أن تكون حاضنة لهؤلاء الذين قصدوها وهم صغار أو ولدوا فيها؟

استنتاجات بعض صناع الأفكار وتوجهات الأحداث غير مبنية على دراسات علمية موثقة، وغير مبنية على أرقام حقيقية، يمكن أن توضح طبيعة هؤلاء الإرهابيين، بل العكس هو الصحيح، فإذا ما تمعنا في خلفيات الأشخاص الذين تورطوا في أعمال إرهابية من أصل مغربي في أوروبا لا ينتمون إلى المغرب إلا من حيث الأصل، لكنهم أوروبيو الثقافة ولم يتشبعوا أصلا بالثقافة المغربية، وعدد منهم قطع صلته بالمغرب ولا يزوره إلا نادرا وهناك من لا يعرف اللغة العربية أصلا.

إذا كان المغرب مصدرا للإرهاب كما يدعون، فكيف يفسرون أن هؤلاء المغاربة لا يمارسون إرهابهم هنا وليس هناك؟ فكان الأجدر أن يمارسوا الإرهاب هنا دون الحاجة إلى السفر مع ما يتطلبه من تعب ووثائق أو هجرة سرية.

وينسى هؤلاء أن المغرب اكتسب خبرات كبيرة في محاربة الإرهاب وتوجيه ضربات استيباقية له، وقد قام المكتب المركزي للأبحاث القضائية بتفكيك عشرات الخلايا الإرهابية، واعتقل عشرات المتهمين بمحاولات تنفيذ عمليات إرهابية حيث كانوا كل مرة يعدون لأعمال إرهابية خطيرة، لكن المكتب المركزي يتصدى لهم في المهد ويقوم باعتقالهم قبل أن يمروا إلى مرحلة التخريب.

ولا ندري كيف غاب عن هؤلاء الذين يمررون مثل هاته الادعاءات أن دول أوروبية ومن بينها إسبانيا يطلبون الخبرة المغربية في مكافحة الإرهاب والتطرف، وبالتالي لا يمكن لمن أصبح خبيرا في هذا المجال أن يتلقى الدروس ممن ما زال يتلمس خطواته الأولى في حماية بلده.

لو قالها غير الأوروبي لعذرناه، ولكن أن يقولها الأوروبيون، الذين شاركوا في صناعة الحركات الإرهابية وجلبوا لها المقاتلين من مختلف الجنسيات فإن ذلك غير مقبول نهائيا، لأنهم يفهمون جيدا أن الإرهاب عابر للجنسيات وضحاياه من كل الجنسيات وبالتالي لا مجال للمزايدات بل إن الحل الوحيد هو التعاون بين الأجهزة الأمنية لمختلف البلدان.

زر الذهاب إلى الأعلى