تبرع لها بقلبه.. فأنتقلت ذكرياته أيضا اليها.. أغرب من الخيال!

 

 

المحرروكالات

 

كل سنة، حوالي 5000 شخص في جميع أنحاء العالم يخضعون لعملية زراعة قلب. لكن وفي بعض الحالات، تتعدى عملية زراعة القلب من مجرد كونها عملية معقدة طبيًا تمنح الحياة لشخصٍ آخر، إلى ناقل ذكريات فريد من نوعه! حيث يدّعي البعض ممن خضعوا لعملية زراعة قلب أنهم تلقوا ذاكرة جديدة يُتوقع أنها تعود لصاحب القلب المزروع!

العديد من المرضى الذين خضعوا لجراحة زراعة قلب يبدو أنهم اكتسبوا بعض خصائص المتبرع. فعلى الرغم من أن الظاهرة تبدو أقرب لقصة فيلم درامي رومانسي، لكن يبدو أنها تجد تفسيرًا علميا. إذ أن هناك نظرية ترمي إلى إمكانية حصول الأمر بفضل الذاكرة الخلوية.

من الحالات الأكثر شهرة حول نظرية الذاكرة الخلوية وحقيقة نقل المشاعر عبر عمليات زراعة القلب، حالة كلير سيلفيا. ففي عام 1988م، توفي مراهق يُدعى تيم لاميراند من ولاية ماين يبلغ من العمر 18 عامًا نتيجة حادث دراجة نارية، وتم التبرع بأعضائه التي أُرسلت إلى مستشفى ييل نيو هيفن. هناك، كانت معلمة تبلغ من العمر 47 عامًا بانتظار عملية زراعة قلب ورئة بشكل كامل، وهي الأولى من نوعها في نيو إنغلاند.

السيدة سيلفيا، التي تلقت قلب المراهق، تدهور وضعها الصحي بسرعة بسبب حالة تسمى ارتفاع ضغط الدم الرئوي الأساسي، والذي يُسبب انهيار الأوعية الدموية للقلب والرئتين. وكانت عملية زراعة القلب والرئة الأولى من نوعها في نيو إنغلاند ما جعل الصحافة ووسائل الإعلام يهتمون بهذه الحالة خاصةً بعد نجاحها بتخطي العقبات الصحية بفعل عملية الزراعة. وعند سؤال أحد الصحفيين عن أكثر ما تتمناه كلير بعد حصولها على قلبٍ جديد، أجابت بضحك: (أرغب بالجعة وبشدة I’d kill for a beer!)!

هذه الإجابة العفوية صدمت سيلفيا تماما كعائلتها، فسيلفيا لا تشرب البيرة ولا تحب هذه الأشياء. وعند سؤالها عن سبب إجابتها بهذه الطريقة، قالت أنها لا تمتلك أي فكرة عن السبب وقالت أنها أرادت ذلك فحسب! فلماذا شعرت بهذا الشيء في المقام الأول؟ هذا الأمر جعل سيلفيا تضغط على الأطباء لمعرفة المتبرع بالقلب، وأفادوها بأنه صبي مراهق توفي بحادث دراجة نارية.

خلال الأشهر القليلة المقبلة، تتابعت الأحداث الغريبة بحياة سيلفيا كحبها لتناول أطعمة لم تكن تحبها من قبل مثل الدجاج المقلي مع الفلفل الأخضر. كما أن أحلامًا راودتها حول الشاب المتبرع بالقلب الذي كان اسمه في الحلم TI. هذه الأحداث جعلت سيلفيا تتوجه إلى المكتبة المحلية للبحث عن نعي بمراهق توفي نتيجة حادث دراجة نارية. وبينما هي تبحث، قالت أن قلبها أرشدها إلى اسمه وهو تيم لاميرلاند، وقد تُوفي قبل يوم واحد من عملية زراعة القلب لها. ناهيك عن مطابقة اسمه الأول للحروف التي رأتها في منامها.

وبعد أن تواصلت سيلفيا مع عائلة الشاب المراهق، اكتشفت أنه تُوفي وهو يحمل معه وجبة دجاج مقلي، كما اكتشفت العديد من الأمور الأخرى حوله التي أصبحت تفعلها أو اكتسبت بعضًا من صفاته. هذا الأمر شجع سيلفيا على كتابة كتاب حول قصتها الغريبة عام 1997م.

أما عن رأي الأطباء الذين أشرفوا على حالة سيلفيا، فقد اعتراهم القلق حول الأحداث التي مرت بها سيلفيا بعد عملية الزراعة والتخوف من تأثيرها على مستقبل عمليات الزراعة بشكل أو بآخر، وذلك وفقًا لما صرّح به الطبيب مارك وربر، رئيس وحدة الزراعة، لصحيفة التايمز اللندنية في مقابلة معه عام 1996م.

في المقابلة، نفى الدكتور وربر أي علاقة لمفهوم الذاكرة الخلوية بجراحة الزراعة، معتبرًا أن النظرية لا أساس لها من الصحة. لكن العديد من الأطباء اعتبروأ أن لمفهوم الذاكرة الخلوية أساسٌ علمي وتجاوزا ذلك إلى تفسير “ذاكرة الجسد” المرتبطة بظواهر أخرى كالألم الوهمي في الأطراف أو الذكريات.

وعلى الرغم من أن بعض الدراسات أشارت إلى أن 34% ممن خضعوا لجراحة زراعة القلب راودتهم ذكريات من المتبرع، لكن النظرية تبقى محل شك. فما هو رأيك أنت بالنظرية؟

 
 
 
 
 
 

زر الذهاب إلى الأعلى