ازاحة البوليساريو: المهمة المستحيلة التي قد تتحقق اذا ما تدخل الملك

المحرر العيون

 

أسئلة كثيرة تطرح نفسها بالتزامن مع قرار المغرب الجريء، و القاضي بالعودة الى الاتحاد الافريقي،و القطيعة مع سياسة الكرسي الشاغر، و في كل مرة تقع النكبة، تحاول الجهات المعلومة، التخفيف من وقعها على الراي العام من خلال وسائل اعلامية موالية لها، يوما بعد يوم يكتشف انها تبيع الوهم للمواطن.

 

ازاحة البوليساريو من الاتحاد الاسمر، و جعله يحتقر نفسه، أمر ممكن، و محتمل جدا، لكن تلزمه ارادة قوية و تعليمات ملكية صارمة، تقلب التوازنات، و تجعل ملف الصحراء يتصالح مع ماضيه، من خلال الوقوف على الهفوات التي لا تعد و لا تحصى، و تصحيحها عبر اعادة هيكلة شاملة، ربما قد تنتهي بوضع الملف برمته على طاولة مسؤولة.

 

و ان كان الكثيرون يعتقدون أن الملف لا يغدو أن يكون مجرد نزاع بسيط محسوم لصالح المغرب بفضل علاقاته مع اروبا و فيتو الجمهورية الفرنسية، فان الامر أخطر بكثير مما نتصور، خصوصا و أن العلاقات التي تجمع بين مختلف دول العالم تطبع عليها المصلحة، خير دليل ما حدث مع تونس و مصر في الاتحاد الافريقي مؤخرا، بالاضافة الى الخصم رقم واحد للمغرب في هذه المعركة “الجزائر” و التي لا يمكن الاستخفاف بها بتاتا.

 

ملف الصحراء اليوم و اكثر من اي وقت مضى يحتاج بالاساس الى ايادي نظيفة، تخدم الوطن بكل تفاني و اخلاص، رغم أن هذا الامر يعتبر من سابع المستحيلات أمام الغدق الذي تجود به الدولة في هذا الصدد، لهذا فان حل المشكل يجب أن يبتدئ من الاصل، على أمل محاربة الجهات التي تتلاعب بهذا الملف، و زجر كل من سولت له الحالف على أموال الشعب باسم قضيته الاولى.

 

من جهة أخرى، فان المغرب و في ظل اندثار الحراك الذي كان يخوضه الانفصاليون، بعد ابعاد عمر بولسان عن لاس بالماس، بات مرغما على تعزيز جبهته الداخلية، من خلال استراتيجية تعيد الاعتبار لساكنة مخيمات الوحدة، و ذلك في اطار خطة تنبني على تعزيز فعاليات المجتمع المدني و التربية على المواطنة الحقة، و التي ستخلق لنا جيلا وطنيا متأكدا من أن وطنه يقدره و لا مجال للانجرار وراء اوهام الانفصاليين.

 

خلق جبهة داخلية في هذا الوقت بالذات، من شأنه أن يقلب الموازين بشكل واضح، و ان يغير الانطباع الذي تأخده اكثر من جهة حول علاقة الصحراويين بوطنهم المغرب، خصوصا و أن سياسة التقشف التي جعلت الجزائر تقلص من دعمها لانفصاليي الداخل، تعتبر مناسبة لشن هجوم مضاد من خلال تعبئة شاملة للوحدويين، الذين ستضرب لهم مواعيد للنزول الى الشارع من اجل التعبير عن مواقفهم.

 

و ان كانت الجهات التي تستحوذ على ملف الصحراء على المستوى الدولي تتحمل مسؤولية ما نعيشه اليوم، فان نظيراتها على المستوى الداخلي يجب أن تتحمل مسؤوليتها في هذا الصدد، و أن ترغم على القطيعة من دعم أثرياء الحرب و المافيات التي استطاعوا تشكيلها، من خلال تبني رؤية محايدة اتجاه جميع المواطنين في الصحراء و عدم تفضيل البعض عن البعض الاخر بدعوى خصوصيات المنطقة أو الاعيان و الشيوخ.

 

و ما يجب على هؤلاء أن يعرفوه، هو أن اغلب الاشخاص الذين اصطفوا اليوم الى جانب الانفصاليين، هم مواطنون ضاقوا ذرعا من مثل تلك التصرفات التي جعلت الخونة يمتلكون الملايير، بينما يقضي من عاش عمرا بأكمله يتبادل الرصاص مع البوليساريو تحت اسقف من “قصدير”، و لعل تدخلا ملكيا صارما قد يجعل الامور تمشي في الاتجاه الصحيح، و قد يعيد المعلومين الى تكناتهم حيث مكانهم الطبيعي بعيدا عن الديبلوماسية و فلكها.

زر الذهاب إلى الأعلى