بوجدور: كنزة فالدوار

المحرر من بوجدور

 

ان ما يجهله المواطن في مدينة بوجدور، هو أنه كلما زادت رقعة الفقر داخل المدينة، كلما توسعت شركة كنزة لمالكها المعلم السابق، الذي تحول بقدرة قادر الى رجل أعمال يمتلك الملايير بفضل المئات من المشاريع التي استفاد منها طيلة السنوات الماضية، و التي لم تدم سوى مدة زمنية قصيرة لتتحول الى أطلال لا تنفع في شيء.

 

شركة كنزة التي سبق طردها من مدينة أسا بسبب مشاريعها المهزلة بمدينة بوجدور، لازال مالكها يستفيد من 190مليون، نظير تزويده للبلدية بالبنزين و الزيوت، كما تصمن دلك اخر تقرير مالي للبلدية، و التي لاتزال مستمرة في التعامل مع هذه الشركة طالما أن رئيسها خالد فوق كرسيه منذ عقود، حيث تجاوزت مدة رئاسته لها عمر حكم  الانظمة الديكتاتورية لبعض الدول العربية.

 

هنا نتساءل عن العلاقة التي تجمع شركات تابعة لصاحب كنزة، مع بلدية بوجدور، في وقت تتجاهل فيه هذه المنشأة العمومية العشرات من الشركات الناشئة، و التي من المفروض أن تكون أول الشركات المدعومة تشجيعا للمستثمرين الشباب بالاقليم، و تطبيقا لتعاليم مشروع الجهوية الموسعة التي من المفروض أن تحقق اكتفاءا ذاتيا لمدينة التحدي، بعيدا عن المنفعة الخاصة و أكل الثوم بأفواه الشباب البوجدوري المعطل.

 

و بدل أن يرتدي السيد رئيس المجلس البلدي لبوجدور، صدرية المعطلين مدعيا تضامنه معه، كان من المفروض لو أنه يهتم فعلا لشأنهم، دعوتهم الى تأسيس شركات، و منحهم مهام داخل البلدية من شأنها أن تكون سببا في تجاوزهم لمعضلة البطالة، بدل الاقتصار على التعامل مع شركة كنزة، التي أصبح القاصي و الداني يعلم ماهيتها في مدينة بوجدور.

 

نحن اليوم على مشارف الانتخابات التشريعية، التي تسعى خلالها تلك الجهات المعلومة الانتقام لسقطة 2011، التي تمخض عنها شيء من التغيير، بعدما أصبحت بوجدور على الأقل ممثلة بشاب مثقف داخل البرلمان، و من المتوقع أن يعيد التاريخ نفسه خلال هذه الايام، خصوصا و أن الثورة الانتخابية، كانت ستحدث لولا التحالف مع حزب الاتحاد الدستوري الذي أنقد الرئيس من سقطة العمر .

 

و في انتظار حلول موعد الانتخابات التشريعية، ندعو المواطن البوجدوري الى التفكير في مستقبل أبنائه، من خلال اختيار الشخص المناسب الذي من شأنه أن يمثله أحسن تمثيل، كما ندعوه الى التمعن في لوائح الابناء و البنات التي ألفت تلك الجهات وضعها بطريقة نرجسية تهذف بالدرجة الاولى الى توريث المناصب و جعل العرق النازي يتحكم في مصير الساكنة. 

 

و ان كان البوجدوريون، يريدون أن تبقى مدينتهم عبارة عن دوار، تصول فيه كنزة و تجول كيف شاءت، و دون حسيب ولا رقيب، فذاك شيء اخر يحتاج الى اعادة النظر في الطريقة التي يفكر من خلالها بعض المواطنين، و ان كان المعطلون يريدون أن تظل المناصب و بطائق الانعاش و فرص الشغل محتكرة على الاتباع، فذلك شيء اخر، فقط ما علينا أن نفهمه هو أن الدولة لا تدخر جهدا في ضخ أموالها في صناديق بوجدور، و الخلل في من وضعناهم فوق رؤوسنا، فراحوا يشترون المنازل في لاس بالماس، و يتجنسون في بلاد الملك خوان كارلوس.

ولسيادتكم واسع النظر

زر الذهاب إلى الأعلى