القمة العربية تميط اللثام عن هشاشة دولة اسمها موريتانيا

المحرر الرباط

 

تحتضن موريتانيا خلال هذه الايام، القمة العربية التي اعتذر عن تنظيمها المغرب بعدما لاحظ بأن هذا المكون لم تعد له جدوى في ظل التناحر و الاقتتال الذي تعيشه عدد من الدول العربية، وهو ما أكده الالاف من المحللين السياسيين و المهتمين بالشأن العرب، و الذين أكدوا على أن الامة العربية اليوم، تعيش أحلك أيامها، من خلال تنافر دولها، و اتفاقهم على أن لا يتفقوا، ما جعلهم يلازمون الاصفار التي يضعها بعضهم فوق رؤوسهم، و يتحولون الى غابة تجعل منها الجماعات المتطرفة مرتعا لها.

 

ومع اعتذار المغرب عن استقبال الوفود العربية المتشوقة الى نشر غسيل بعضها البعض، وافق جارته الجنوبية على احتضان هذه القمة التي بدأت فعالياتها بمشاكل لا تعد ولا تحصى ابتداءا بضعف البنية التحتية و غياب اماكن من شأنها ايواء الوفود الرفيعة المستوى، و انتهاءا بسوء التنظيم و غياب الرؤية الاستراتيجية لانجاح مثل هذه المناسبات لدى الإخوان الموريتانيين، في وقت يعلم فيه الجميع بأن الانطباع الذي سيأخده المساركون في هذه القمة، سيعكس صورة القارة السمراء و التي تلطخت بلا شك بعد سلسلة الفضائح التي تخللت هذه الايام.

 

موريتانيا التي قبلت تنظيم القمة العربية، و رحبت بهذه الفكرة دون أن تكلف نفسها عناء التفكير فيما قد تؤول اليه الامور بسبب ما سبق ذكره، فشلت  في الامتحان منذ اليوم الاول، وظهرت بصورة غير لائقة أمام باقي الدول العربية التي ستضيف الى رصيدها المعرفي اليوم، معلومة تفيد بأن جارتنا الجنوبية لا تتوفر فيها حتى مقومات الدولة الحديثة، التي لاتزال متوفرة في عدد من البلدان التي انهكتها الحروب، و خربتها الطائفية، رغم أن هذا البلد يعتبر من بين الدول التي تشكل سوقا حرة و تتوفر على رجال أعمال يدخلون في اطار أغنى الشخصيات في العالم، ما يفيد بأن الفساد قد وضع جدوره في هذه الدولة التي يعيش معظم ساكنتها حياة بسيطة و متواضعة و يفتقدون حتى لقنوات الصرف الصحي المنعدمة في القصر الرئاسي قبل منازل المواطنين.

 

الهشاشة التي يعيشها الموريتانيون، و الفساد الذي ينهر دولتهم، سيجعلنا اليوم كدول عربية، في موقف لا نحسد عليه أمام باقي دول العالم، في وقت كان من الاجدر على بلد المليون شاغر الاعتذار عن احتضان القمة  و عدم فتح الباب أمام المنتقذين كي ينفثوا سمومهم نحو العرب عبر دولة يعتبرها الكثيرون خطأ جغرافيا، خصوصا و أن القمة الحالية ستخضع لمتابعة دولية مكثفة، لما تعرفه البلدان العربية من تطورات مرتبطة بالحروب و الارهاب و الاقتتال الطائفي المنبوذ.

زر الذهاب إلى الأعلى