هل يسعى السيسي الى تغيير عقيدة الجيش المصري؟

عادل قرموطي

 

تابع ملايين المسلمين، من خلال عدد من وسائل الاعلام المصرية، المناورات التي أجراها الجيش المصري مؤخرا، و التي حضرها الرئيس عبد الفتاح السيسي، و عدد من كبار مسؤول الدولة المصرية، في مشهد اعتيادي يتكرر في جميع دول العالم، قصد الحفاظ على لياقة جيوشها، و استعراض امكانياتها العسكرية، خصوصا في ظل التهديدات المتواصلة التي تواجه الدول العربية، و التي اصبحت مرتبطة بالاساس بتنظيم داعش الارهابي، و الفكر المتطرف الساعي الى اقرار دولة خلافة.

 

و من خلال المشاهد التي تم بثها عبر الاعلام المصري، تعمدت القوات العسكرية المصرية، وضع مجسم على شكل مسجد، كهدف افتراضي يحتمي فيه الارهابيون، و من الواجب على القوات العسكرية استهدافه بشكل استعراضي في اطار التدخل ضد الارهاب، ما يعتبر ضربا صارخا للقيم الاسلامية و مقدساتها، و ربطا متعمدا للاسلام بالارهاب، و ما يمكن ان يشكل ضجة دولية من شأنها أن تتسبب للسيسي في مزيد من الانتقاذات.

 

اقحام مسجد في مناورات عسكرية، و ربطه بالارهابيين، يعتبر اهانة لمقدسات الدين الاسلامي، و لبيوت الله بصفة خاصة، و ما يجعل هذه الاهانة شيئا متعمدا، هو التقارب بين الرئيس المصري المنقلب على الشرعية و الكيان الصهيوني، من خلال الحدر الذي تمارسه مصر على الفلسطينيين، تحت ذريعة معاهدة كامب ديفيد، التي تورط في امضائها الرئيس الراحل أنور السادات.

 

من جهة أخرى، فان وضع مجسد لبيت الله، في مناورات عسكرية، و جعله مقترنا بالارهاب، يمكن اعتباره تغييرا لعقيدة الجيش المصري، و محاولة بئيسة، لايهام عناصر الجيش بان الارهاب مقترن بكل ما هو اسلامي، و ذلك حتى يتمكن السيسي و معه اسرائيل من مواصلة ابادة الموالين للاخوان المسلمين، و حركة حماس الرافضة للتطبيع مع اسرائيل، خصوصا و أن عناصر من الجيش سبق و أن ابدت مواقف معارضة لسياسة الرئيس المنقلب من خلال صور على الموقع الازرق.

زر الذهاب إلى الأعلى