العماري.. أعجب لهؤلاء وأنا أحضر لمناظرة سأتحمل فيها مسؤولياتي !

المحرر

لقد استجبت، بصفتي رئيسا لجهة طنجة تطوان الحسيمة، لمراسلات ومناشدات أصدقاء يختلفون معي ايديولوجيا وسياسيا، ومن شخصيات ومثقفين وجامعيين من حساسيات مختلفة، أو من دون انتماءات سياسية أو خلفيات ايديولوجية؛ ولم أتردد للحظة في احتضان هذه المبادرة التي اقترحت تنظيم لقاء أو مناظرة تفتح في وجه الجميع من أجل فتح نقاش، أو بالأحرى الاستمرار فيه حول ما يحدث في الحسيمة، أو ما يحدث في مناطق أخرى من المغرب.

إن الجهة كمؤسسة منتخبة محتضنة لهذه المبادرة تتطلع الى حضور جميع الفاعلين في المجتمع، وليست لها نية لإقصاء أي جهة، إلا من يتعمد إلى إقصاء نفسه.
عندما وافقت على المبادرة لم أفكر أبدا في موقعي وانتمائي، وعندما توصلت برسائل مكتوبة واتصالات مباشرة تصرفت بصفتي أمثل مؤسسة يدخل اقليم الحسيمة داخل دائرتها الترابية، وليس كشخص ينتمي إلى مرجعية سياسية بعينها.

في الوقت الذي تفاعلت إطارات وأشخاص من مواقع مختلفة، واستجابت للمبادرة رغم الاختلافات، حيث هناك من رفض المبادرة، من منطلق عدم اعترافهم بالجهة كمؤسسة منتخبة، وعدم اعترافهم في الأصل بالمسلسل الانتخابي ببلادنا. وأنا أحترم هؤلاء لأنهم منسجمون مع مواقفهم من المؤسسات المنتخبة. لكن بالنسبة للبعض من الذين يرفضون المبادرة انطلاقا من موقفهم من شخص رئيس الجهة وانتماءه، أؤكد أنني لست من الذين يصطادون الفرص ويوظفون المآسي ويسحبون البساط ويركبون على مجهودات الغير.

عندما احتضنت هذه المبادرة التي صادق عليها اليوم مكتب مجلس الجهة، وشرحت أبعادها وأهدافها لرؤساء اللجن والفرق، لم أكن أستحضر مواقفي وانتمائي السياسي. وأنا حريص في ممارساتي على فصل العلاقات الشخصية والانسانية والمهنية عن العلاقات التنظيمية والسياسية، وهذا الحرص كان دائما يثير لي المشاكل والخلافات مع رفاق الأمس واليوم، ورغم ذلك فأنا متشبث به لأنني نشأت على هذه التربية التي لقنها لي أهلي ورفاقي وأساتذتي.

وأود أن أؤكد على أنني أكن كل التقدير والاحترام لمن له موقف من المؤسسة والانتخابات انسجاما مع قناعاتهم السياسية والأيديولوجية. أما من لهم موقف انطلاقا من تناقضهم مع إلياس وانتمائه السياسي ومرجعيته الأيديولوجية، فأنا أهمس لهم أنني لست ممن يستغل المشترك لخدمة أجندة شخصية أو حزبية.

المبادرة قائمة، والإجراءات جارية لتنظيمها في أقرب وقت، والرهان على نجاحها لن يقاس بحجم الحضور رغم أهميته، وإنما بتحمل مؤسسة الجهة لمسؤولياتها السياسية والأخلاقية اتجاه ساكنتها واتجاه الوطن، خصوصا في اللحظات الحرجة.

(فبراير)

زر الذهاب إلى الأعلى