صحيفة “إلباييس”: المغرب بذل جهوداً استثنائية للقضاء على مرض “التراخوما”

المحرر ـ متابعة

بعد اتخاذه لحزمة تدابير وقائية فعالة انبنت على لامركزية العناية الطبية، تمكّن المغرب بتعاون مع “منظمة الصحة العالمية OMS”، من القضاء على مرض الرمد الحُبيبي “التراخوما”،  وهو اختبار انخرط فيه لـ 10 سنواتٍ، انتهى سنة 2016 بالإعلان رسمياً عن التغلب على المرض في المناطق الـ 5 الأكثر تضرراً منه بالجنوب الشرقي والشرق: زاكورة، الراشيدية، طاطا، ورزازات وفكيك.

وأوردت صحيفة “إلباييس” الإسبانية، يوم أمس الثلاثاء 30 ماي 2017، أن جهود المغرب في القضاء على مرض “التراخوما” غير مسبوقة مقارنة مع دولٍ أخرى تعاني منه، حيث تمكّن في زمنٍ قياسي من احتوائه في منطقة تبلغ ربع مساحة البلاد ويقطنها مليون و500 ألف مواطنٍ. واتبع لهذه الغاية استراتيجية منذ التسعينيات تعتمد 4 نقاط أساسية: مواجهة المرض بإخضاع المرضى للجراحة في الحالات الطارئة، مدّ المصابين بالمرض بالمضادات الحيوية في الحالات غير الحرجة، التوعية الصحية السليمة للوقاية من العدوى، ثم الاستثمار في مجالي الصرف الصحي والمياه الصالحة للشرب.

وأضافت الصحيفة، أنه في سنوات التسعينيات كان “التراخوما” بزاكورة والمناطق المتاخمة لها  يُصيب ما بين 35 إلى 40 ألف شخص كل عام، بل وكانت عدواه تصيب نصف الأطفال المتراوحة أعمارهم ما بين سنة و9 سنوات، غير أن خوض المغرب ما بين سنوات 1999 و2005  لخطة رائدة أقدمت عليها شركة ” Pfizer”، كبرى شركات الادوية الأمريكية، بتلقيح 700 ألف مواطنٍ بالمناطق المتضررة بعينة مستحدثة من عقار “الأزيثروميسين” (Azithromycine)، مكّنت من اختزال حالات العدوى إلى نسبة 80 بالمائة.

يُمكن لمرض “التراخوما” أن يُسبب العمى الكلي، وعدواه تنشأ من جراثيم تسمى “الكلاميديا”، تنشط وتنتشر بشكلٍ مفرط في المناطق الجافة والقاحلة، غير أن القضاء عليه بشكل كلي يستلزم توفير أنظمة مقبولة للصرف الصحي، فضلاً عن توفير إمدادات نظيفة وفعالة للمياه الصالحة للشرب، وينتشر بشكلٍ كبير في بلدان نيجيريا واثيوبيا والملاوي، وبشكلٍ أقل حدة في بلدان النيجر، تشاد، السودان، البرازيل وأوغندا.

زر الذهاب إلى الأعلى