هل كانت خطبة الجمعة خطة مدروسة من الأوقاف لتدخل أمني مدبر

المحرر ـ متابعة

من المعروف أن خطبة الجمعة تحدد مواضيعها من قبل مصالح وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية …والخطيب ملزم بالتقيد بتوجيهات الوزارة ومندوبيتها الاقليمية …ولا يسمح له بتغيير موضوع الخطبة بموضوع من اختياره…وعادة تنتهج الوزارة أسلوبا في اختيار مواضيع الخطبة حسب الظروف والأحوال والأحداث الوطنية والدولية وأحيانا المحلية ..

وإذا كانت الخطبة في عموم مساجد المملكة خلال الجمعة الأخيرة قد انصبت على موضوع رمضان وفضل الصيام وأخلاق الصائم ووو… فإن الأحداث التي عاشتها وتعيشها الحسيمة كانت سببا في تخصيص خطبة استثنائية بمساجدها .

القانون يمنع عن الأئمة استغلال المساجد في ممارسة العمل السياسي والتوجيهات الملكية تصب في نفس الاتجاه لكن خطبة يوم الجمعة التي تكلم فيها خطيب مسجد محمد الخامس بالحسيمة عن الفتنة كانت سياسية في العمق بل ومعبرة عن موقف سياسي سبق للحكومة، التي تعد وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية إحدى مكوناتها، التعبير عنه في وقت سابق من خلال اتهام نشطاء الحراك بخدمة أجندة الانفصال!!

لكن نشطاء الحراك هناك وعلى رأسهم ناصر الزفزافي اعتبروا الخطبة استفزازا لهم واستهدافا لحراكهم…فما كان منهم إلا أن انتفضوا دونما اعتبار لحرمة المكان ولا لمحدودية صلاحيات الخطيب واستحالة مبادرته بتغيير موضوع الخطبة ..لم يكن صحيحا ولا يستقيم الحال مع رد فعل الزفزافي بل كان الأصح هو انتظار انتهاء مناسك الصلاة وإذا كان من انتقاد فليكن خارج المسجد عبر وقفة احتجاجية سلمية ولا بأس حينها من إلقاء خطاب الانتقاد … لست ضد الحراك لكن اي حراك يجب أن يكون سلميا حفاظا على الاستقرار.

كما أثارتني رسالة الفيزازي الموجهة للزفزافي وما تضمنته من انتقادات انتصارا لموقف الدولة المخزنية واثارني رد أحد الفقهاء الموجه للفيزازي دفاعا عن الزفزافي ..وأثارتني تغاريد أنصار الحراك ومنتقدي وزارة الأوقاف كما أثارني تغاريد منتقدي نشطاء الحراك.

 

زر الذهاب إلى الأعلى