في أولى أيام رمضان..أسعار العدس والحمص تعود إلى ساحة الغلاء مجدداً

المحرر ـ متابعة

ادت أسعار العدس والحمص في المغرب لترتفع قبل حلول شهر رمضان، في سياق متسم بعدم إقبال مزارعين على زراعة البقوليات في الموسم الأخير.

وقفز سعر العدس إلى حوالي ثلاثة دولارات للكيلوغرام مقابل دولار واحد في المتوسط في الظروف العادية، بينما وصل سعر الحمص إلى حوالي دولارين ونصف الدولار في الفترة الأخيرة، مقابل دولار واحد أيضا في المتوسط.

ويأتي ارتفاع الأسعار في ظل زيادة الطلب على العدس والحمص، المكونين الأساسيين في الحساء الذي لا تتنازل عنه الأسر في رمضان.

غير أن مهنيين يعتبرون أن ارتفاع الأسعار له علاقة بعدم إقبال المزارعين في بعض المناطق على زراعة البقوليات في الموسم الأخير.

ويوضح محمد بنبراهيم، المزارع بمنطقة برشيد، أن الجفاف الذي عرفه المغرب في الموسم الماضي، دفعهم إلى زراعة الحبوب فقط، مضيفا أن أولئك المزارعين صرفوا النظر في بعض المناطق عن زراعة البقوليات من أجل تدارك النقص في الحبوب.

وذهب عبد الله المذكوري، من منطقة بنسليمان، إلى أن المزارعين زرعوا الحبوب والبقوليات، إلا أن الحصاد لم يتزامن مع بداية رمضان، موضحا أن طرح الإنتاج الذي توفره تلك المنطقة في السوق، سوف يتم بعد خمسة عشرة يوما من حلول شهر رمضان.

وتراجع محصول البقوليات في المغرب في الأعوام الأخيرة إلى 3.5 ملايين قنطار، مقابل 4.5 ملايين قنطار قبل أعوام.

ويرى خبراء أن مستوى الإنتاج الحالي يعزى إلى ضعف مردودية الهكتار الواحد، الذي لا يتجاوز ثمانية قنطارات.

وكانت الحكومة قررت، وقف العمل بالرسوم الواجبة على استيراد العدس في سياق اتسم بارتفاع تلك المادة إلى 2.6 دولار للكيلوغرام.

ويسري العمل بذلك التدبير الذي اتخذته الحكومة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي إلى نهاية يونيو/حزيران المقبل.

وأضحى المغرب مستوردا للحبوب والبقوليات في السنوات الأخيرة، بعدما كان مصدرا لها؛ وذلك بسبب توالي سنوات الجفاف.

ويعتبر خبراء أن المغرب، لم يعط الاهتمام الواجب للحبوب والبقوليات، بعد تركيزه على تحقيق الأمن الغذائي عبر القمح اللين.

ويشير المزارع حسن بن الفاطمي، إلى أن زراعة الحبوب والبقوليات جد مكلفة بالنسبة للمزارعين في المغرب، موضحا أن كلفة اليد العاملة مرتفعة بالنسبة لمزارعي هذه المحاصيل، في إشارة إلى نقص اليد العاملة بالنسبة للمزارعين.

ويعبر الفاطمي عن تتطلع المزارعين إلى تطوير مؤسسات الدولة المعنية بالبحث عن أصناف جديدة من البقوليات ترفع مردودية الهكتار الواحد.

وفي سياق متصل، اتجهت أسعار الخضراوات والفواكه نحو الارتفاع بالمغرب بنسب تتراوح بين 50 و100% في الأيام التي تسبق شهر رمضان والأيام الأولى منه، ما يربطه تجار بارتفاع الطلب في الفترة الأخيرة عن حجم الكميات المعتاد عرضها بالأسواق.

ولاحظت “العربي الجديد”، عند زيارة أسواق بالدار البيضاء، هذه الأيام، إقبالاً كبيراً على الشراء من قبل الأسر التي ينصب اهتمامها على المنتجات الغذائية.

أظهر تقرير أصدرته المندوبية السامية للتخطيط، مساء أول من أمس الأحد، أن 87% من الأسر تعتبر أسعار المواد الغذائية خلال 12 شهراً الماضية قد سجلت ارتفاعاً متفاوتاً، بينما تتوقع 79.1% من الأسر أن تواصل تلك الأسعار ارتفاعها خلال 12 شهراً المقبلة، في حين لا يصل المترقبون لانخفاض الأسعار نسبة 1.4% من الأسر.

وكانت السلطات المغربية، قد أكدت أن وضعية تموين الأسواق تتميز في رمضان، هذا العام، بوفرة في المواد والمنتجات وبعرض وافر ومتنوع يستجيب لجميع الاحتياجات.

وأكدت الحكومة أخيراً، ضمان مراقبة سلامة وجودة السلع المعروضة للبيع، وتتبع وضعية التموين والأسعار، عبر الحضور الميداني في الأسواق.

زر الذهاب إلى الأعلى