الأطفال وسيلة جديدة للتهريب في الصين

المحرر

أحبطت الشرطة الصينية محاولة تهريب 210 هواتف ذكية من نوع آيفون، بقيمة 145 ألف دولار، على الحدود بين البر الصيني وجزيرة هونغ كونغ، لكن المهربين لم يكونوا رجالا أو نساء محترفين، بل كانوا أطفالا يلبسون الزي المدرسي تم استغلالهم لمآرب مجرمي التهريب.

ووفق بيان للشرطة المحلية في مدينة “شين جن” الجنوبية، تم القبض على عشرة أطفال أثناء عودتهم من مدرستهم في هونغ كونغ إلى المدينة الساحلية، حيث لاحظت الشرطة انتفاخ حقائب الطلاب بصورة غير معتادة أثناء مرورهم، مما دفعهم إلى تفتيشها ليجدوا داخلها عشرات الهواتف الذكية المغلفة.

ونقلت صحيفة “ساوث تشاينا مورنينغ بوست” الصادرة بهونغ كونغ عن مسؤول في الجمارك قوله إن الطلاب الذين تم القبض عليهم أفادوا بأن الجهات التي هربت معهم الهواتف الذكية وعدتهم بوجبات سريعة وآيس كريم، فور وصولهم إلى البر الصيني.

ولم يشر بيان الشرطة إلى أعمار الطلاب، واكتفى بالإشارة إلى تقديم محاضرة لهم توضح القوانين المرتبطة بالعبور من الحدود، والمخاطر التي يمكن أن تلحق بهم في حال تكرار ذلك، والأضرار التي قد يتسببون فيها لأمن بلادهم.

fba009bf 1850 4730 9e33 d0c379a3f6dc 1

يذكر أن عدداً كبيراً من التجار يلجؤون إلى شراء البضائع من هونغ كونغ، كونها لا تخضع لضريبة شراء، لبيعها في البر الصيني بأسعار مرتفعة لما يدره ذلك عليهم من أرباح وأموال طائلة.

ويحاول عادة التجار الالتفاف بطرق غير قانونية لتجنب الجمارك الصينية، مثل تهريب البضائع بإطارات السيارات وأسفل المقاعد، وكانت آخر تلك المحاولات استمالة الطلاب لكونهم لا يثيرون الشكوك حولهم.

وحسب دائرة الإحصاء في هونغ كونغ، فإن نحو ثلاثين ألف طالب يعبرون الحدود يومياً بين مدينة “شين جن” الواقعة جنوب الصين، وجزيرة هونغ كونغ، عبر حافلات مدرسية خاصة، لكن هذه الحافلات لا تخضع للتفتيش، مما شجع بعض المهربين على استغلال الطلاب كحيلة جديدة لتهريب بضائعهم وتجنب دائرة الجمارك الصينية.

وللصين تاريخ حافل في طرق التهريب، خاصة تهريب الهواتف الذكية، فقبل عامين ألقت الشرطة الصينية القبض على مهرب صيني ألصق هواتف آيفون حول خصره وذراعيه وساقيه، مما أثار الشكوك حوله حين ظهر وهو يمشي كرجل آلي على الطريق الحدودية بين البر الرئيسي الصيني وهونغ كونغ.

كما شهدت البلاد العام الماضي بعض حالات تهريب الجيل الجديد من هاتف آيفون داخل علب الحلوى والشاي والسمنة، وذلك بسبب تأخر طرحه في الصين، حيث كانت الوحدة المهربة تباع بأضعاف سعرها.

يشار إلى أن مبيعات هواتف آيفون في الصين شهدت انخفاضاً في الربع الأول من العام الحالي بنسبة 15% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي؛ بسبب المنافسة الكبيرة من الشركات الصينية على غرار شركة هواوي التي شهدت مبيعاتها ارتفاعا بلغ 255%، وفيفو التي ارتفعت مبيعاتها بنسبة 60%، وأوبو التي حقّقت نسبة نمو وصلت إلى 81%.

(الجزيرة)

زر الذهاب إلى الأعلى