الانقلاب في تركيا: هل من دروس للدول العربية

المحرر الرباط

 

فشل الانقلاب في تركيا، و تحطمت معه أماني عدد من الدول التي كان حزب العدالة و التنمية يزعجها، لكن بالتدقيق في المنقلبين على أردوغان، خصوصا القادة من بينهم، يتبين أن عددا من الدول العربية يجب أن تأخد العبرة من هذا الدرس الذي مر بردا و سلاما على أردوغان، و الذي قد لا تحمد عقباه اذا ما تكرر في دولة أخرى.

 

العديد من البلدان العربية، لاتزال تقدس الاشخاص، باحتفاظها بقادة في الجيش، استكملوا سن التقاعد، و هو الشيء الذي يعتبر من بين العوامل التي جعلت الانقلاب في تركيا يتحقق على أرض الواقع، خصوصا و أن مدبريه ينتمون الى الجيل المتقاعد الذي من المفروض أن يرتاح بعد عقود من خدمة الوطن.

 

ذلك الجيل الذي يضم مجموعة من العجزة الذين لا يفكرون سوى في مستقبل يتناسب و المعدل الطبيعي الذي يفكرون بأنهم سيعيشونه، قد يجعل عددا منهم يوافق على فكرة الانقلاب، خصوصا عندما يتعلق الامر بدول لديها ما لديها من أمثال الثائر فتح الله كولن، الذي نجح بطريقة أو باخرى في تشكيل نظام موازي عاش لسنوات في فترة كمون قبل أن يخرج الى الوجود بانقلاب.

 

العديد من الدول العربية، لا تزال تحتفظ بهؤلاء العجزة، لاسباب مختلفة، لا يمكن أن تكون منطقا في وقت تطور فيه جيوش العالم نفسها من خلال التكوين الذي يعجز هؤلاء على اجرائه لأسباب صحية، و قد تجد دولة تعج بالجنرالات الاكفاء، بينما يتولى رجل تجاوز السبعين سنة من عمره قيادة الجيش، و كأن الله لم يخلق غيره لهذا المنصب.

 

عجوز لا يستطيع حمل قنينة غاز، يتحكم في مؤسسة يقف الامن القومي عليها، معادلة لا يقبلها منطق ولا عقل، و حتى أن نظرية التطور و الازدهار تتعارض مع هذا الامر الذي قد يتكرر في عدد من الدول كما تكرر مع حفتر في ليبيا و مع قائد الانقلاب في تركيا ….

زر الذهاب إلى الأعلى