لا تلومو مصر فالجزائر تحكمها

المحرر الرباط

 

لم توافق الجمهورية العربية المصرية على ملتمس استبعاد البوليساريو عن الاتحاد الافريقي، في وقت ظلت تتمسك فيه بالحياد في قضية الصحراء، تحت ذريعة احترام قرارات الامم المتحدة و المنتظم الدولي، و بالعودة الى علاقاتها الدولية، و مصالحها الاستراتيجية، فان موقف مصر من الصحراء، يعتبر صبرا جميلا، و مجاملة للمغرب، لأن الجميع يعلم بأن مصالحها مرتبطة بالجزائر أكثر من ارتباطها بالمملكة المغربية، هذا ما يجعل حياد مصر في القضية، نقطة تسجل لصالح المغرب، و تعكس مجهوداتها في اطالة عمر الصداقة التي تجمعها بنا.

 

تاريخيا و استراتيجيا و اقتصاديا، و حتى على مستوى أمنها القومي، تبقى مصر مرتبطة بالجزائر أكثر من ارتباطها بالمغرب، الذي كان يراهن على أمريكا و فرنسا و غيرها من الدول التي انقلبت و لم يبقى في صفه من بينها سوى الجمهورية الفرنسية، الشيء الذي سيجعل أم الدنيا مظطرة للانحياز الى الجزائر اذا ما خيرت بينها و بين المغرب، فتوجهات الانظمة و المصالح المشتركة تجعل مصر دولة حليفة للجزائريين الذين يشكلون العدو الاول للمغرب في قضية الصحراء.

 

عندما كانت مصر في حرب مع اسرائيل، تحديدا عندما كان لزاما على طيرانها العودة الى احدى القواعد الجوية بعيدا عنها، فان الجزائر هي التي منحتها قواعدها الجوية، و عندما كانت مصر على شفة حفرة من أزمة قومية، بسبب الغاز، فان الجزائر هي التي منحتها الغز بأثمنة رمزية، و حتى بعد الانقلاب على الرئيس الشرعي محمد مرسي، فان الجزائر هي التي دافعت على بقاء مصر بالاتحاد الافريقي، بعدما كانت ستطرد منه لهذا السبب، و العديد من الاشياء التي تجعل مصالح مصر مرتبطة بالجزائر.

 

و ان كانت مصر ستصوت لصالح بقاء البوليساريو في الاتحاد الافريقي، فيجب على المغاربة عدم الاندهاش من هذا الحدث، خصوصا و أنهم لم يندهشوا عندما دخلت البوليساريو الى الاتحاد قبل ثلاثين سنة، و لم تكن انذاك تتوفر حتى على مقومات مافيا اجرامية، بل ما يجب علينا فعله اليوم هو اعادة هيكلة وسائل دفاعنا و العمل على استرجاع ما فقدناه طيلة المدة التي قضيناها خارج الاتحاد و من ثم البحث عن حلفاء ترتبط مصالحهم بنا حتى لا نستمر في الرهان على حصان خاسر لا ينفع و لا يضر من جوع، و ان كانت الجهات العليا تطمح فعلا لحل القضية، فقد بات من الضروري وضع هذا الملف على طاولة مسؤولة…. 

زر الذهاب إلى الأعلى