أرقام صادمة تهدد لارغيت

المحرر

سجلت الإدارة التقنية الوطنية لكرة القدم إخفاقا آخر في عهد المدير التقني ناصر لارغيت، وذلك بعد إقصاء المنتخب الأولمبي الاثنين الماضي من الدور الأول للألعاب الإسلامية المتواصلة بباكو، عاصمة أذربيجان.

وأقصيت المنتخبات الوطنية الصغرى في عهد لارغيت في ثمانية مسابقات، إذ عجز منتخب الفتيان عن بلوغ نهائيات كأس إفريقيا مرتين، ومنتخب الشباب مرتين أيضا من المسابقة نفسها، فيما أقصي المنتخب الأولمبي من الألعاب الأولمبية بريو دي جانيرو، وأقصي منتخب أقل من 17 سنة من كأس العالم.

ويبقى النجاح الوحيد الذي حققته المنتخبات الصغرى في عهد ناصر لارغيت هو ذلك الذي حققه الفريق المدرسي الذي بلغ النهائيات، لكن هذا الفريق لا علاقة له بالإدارة التقنية الوطنية لا من بعيد ولا من قريب، ويشرف عليه الإطار الوطني عبد الرحمان السليماني.

وتأتي كل هذه الإخفاقات في وقت تسلم فيه لارغيت منتخبات خارجة لتوها من إنجازات مميزة في الفترة من 2012 إلى 2014، إذ تأهل المنتخب الوطني لأقل من 17 سنة إلى نهائيات كأس العالم، وحل ثانيا في كأس إفريقيا، وتأهل المنتخب الأولمبيك إلى الألعاب الأولمبية، وفاز بالرتبة الثانية في بطولة إفريقيا لأقل من 23 سنة، وفاز بالألعاب الإسلامية، وفاز بألعاب البحر الأبيض المتوسط، فيما فاز المنتخب المحلي بكأس العرب بالسعودية، وقاده حينها إريك غيرتس.

ولعل ما يزيد الطين بلة، هو أن ميزانية الإدارة التقنية الوطنية تضاعفت في عهد لارغيت أربع مرات.

وحصل لارغيت على صلاحيات مطلقة وحماية كافية في وضع تصوره الخاص للمنتخبات الوطنية وتطبيقه، وعين المدربين والأطر التي يشاء، دون أي مراقبة من أي جهة كانت، إذ لم تعترض الجامعة على أي مدرب أو إطار اختاره في السنوات الثلاث الماضية، رغم معرفتها بأن بعض الأطر التي وقع عليها الاختيار لا تملك ما يشفع لها بالعمل في هذه المنتخبات، بل منها مدربون لم يسبقوا أن دربوا حتى فئات صغرى في أنديتهم.

ويعاب على الجامعة، تضيف المصادر نفسها، أنها منحت كل هذه الصلاحيات لناصر لارغيت، رغم معرفته بفشل تجربته بأكاديمية محمد السادس التي أبعدته في صمت.

ولم تقدم الأكاديمية سوى لاعبين إلى المنتخب الأول، هما يوسف النصيري وحمزة منديل، وهما معا لم يبدآ مسارهما بها، إذ بدأ الأول تكوينه بالمغرب الفاسي، والثاني بالوداد الرياضي، رغم أن الأكاديمية التزمت بعدم جلب لاعبين من الأندية، وتعهدت بالتنقيب عن المواهب في الأحياء والمؤسسات التعليمية، دون أن تفي بذلك.

وإضافة إلى كل هذا، كشف تقنيون في عدد من الأندية أن تصور لارغيت لمنافسات الفئات الصغرى على صعيد الأندية لم يعط أي إضافة، إذ تسبب في تضاؤل درجة التنافس بين الأندية، وحكم على أندية من القسم الأول مواجهة أندية من القسم الثاني، التي لا تولي أهمية للتكوين.

وقال مدرب بأحد الأندية الكبرى أن لاعبي فريقه لم يعودوا يستفيدون شيئا، بسبب مواجهتهم فرقا من القسم الثاني، التي غالبا ما تكون ضعيفة.

وكشف مدربون آخرون إن نظام البطولة أثقل كاهل الأندية بالتنقلات الطويلة، وأفقد بطولة الأمل توهجها الذي عرفت به في سنوات مضت.

(الصباح)

زر الذهاب إلى الأعلى