مجلس النواب يحصي المتغيبين

المحرر

كم من نائب برلماني “سلايتي” يوجد في مجلس النواب؟ هذا الاستفهام طرحه مازحا حبيب المالكي، رئيس مجلس النواب، على أمينة المجلس، التي كانت تجلس بجانبه، وهو يدير الجلسة العامة للتصويت على مشروع قانون المالية برسم السنة المالية 2017، وهي الجلسة التي استمرت إلى منتصف ليلة الجمعة الماضي. وما إن انتهى المالكي من طرح سؤاله “التهكمي”، حتى جاءه الجواب سريعا، إن عددهم يفوق 100 برلماني “سلايتي”، وعندما طلب التدقيق في الرقم، قيل له، إنهم 106 نواب، بالتمام والكمال، ينتمون إلى الأغلبية والمعارضة، وحتى إلى الفريق النيابي للاستقلال الذي امتنع عن التصويت. ولم يتعد عدد النواب الذين أشروا وصوتوا لفائدة مشروع قانون المالية برمته في جلسة عامة، التي غاب عنها جل الوزراء، سوى 194 نائبا، وعارضه 55 نائبا، ما يعني حتى المعارضة التي يراهن عليها في جلب الأنظار تحت قبة البرلمان، غاب منها 48 نائبا، وجلهم من فريق “البام” الذي يقوده محمد شرورو، رئيس جماعة والماس.

ومن جديد، تسجل غيابات وازنة في فرق الأغلبية، إذ غاب أكثر من 60 نائبا، رغم أن الأمر يتعلق بميزانية الشعب، وهو ما يطرح على فرق الأغلبية وضع آليات لضبط الحضور، وردع نوابها “الكسالى”، ودفعهم إلى الحضور، بدل الاستمرار في الغياب، إذ فيهم من لم يظهر له أثر في المؤسسة التشريعية منذ افتتاح أشغالها من قبل جلالة الملك في الجمعة الثاني من أكتوبر الماضي.  وعلمت “الصباح”، من مصدر مطلع بمكتب مجلس النواب، أن بعض أعضاء المكتب نفسه، اقترحوا على حبيب المالكي، رئيس المجلس، تخصيص “جوائز” للنواب الذين يحطمون الرقم القياسي في الغياب، مع الإعلان عنها رسميا في اختتام كل دورة برلمانية، ونشرها إعلاميا على نطاق واسع، خطوة أولى لفضحهم أمام الرأي العام الوطني، وأمام ناخبيهم في دوائرهم المحلية والوطنية.  ولم يكتف مكتب مجلس النواب بتوفير المبيت للنواب مجانا في أفخم فنادق العاصمة، بل قرر دفع ميزانية محترمة لكل الفرق النيابية، ليس من أجل تنظيم لقاءات تواصلية، أو دورات تكوينة، أو أيام دراسية، ولكن من أجل الأكل.

(الصباح)

زر الذهاب إلى الأعلى