موريتانيا تمسك القطة من ذيلها

عادل قرموطي المحرر

 

يتبين من خلال متابعتنا للأحداث التي تعاقبت بتيندوف، منذ وفاة محمد عبد العزيز الى اليوم، أن الجارة الجنوبية للمملكة عازمة على الانضمام الى الطرف الاخر، من خلال تبني أطروحة الانفصال، التي تهدد بتقسيم المغرب، و اضعافه على جميع المستويات، و من خلال التمثيلية التي انتقلت لحضور مراسيم تعيين الزعيم الجديد للجبهة، يتأكد ما تم تداوله من طرف عدد من المصادر حول عزم موريتانيا الاعتراف بجبهة البوليساريو، الشيء الذي يوحي بأن الاطراف المغربية المعلومة قد راهنت على حصان خاسر عندما كانت تؤكد على أن هذا البلد بامكانه أن يكون سندا و دعامة للمغرب في قضيته الاولى.

 

موريتانيا و من خلال ما يتم تداوله، بالاضافة الى بعض التصرفات الصادرة عن مسؤولين كبار فيها، تؤكد للرأي العام و للمنتظم الدولي على أنها لن تتجرد من عادات قريش المثمتلة في الهوية و القبلية لصالح المغرب، و على أنها عازمة على لعب الدور الذي كانت تلعبه أمريكا من قبل، من خلال اللعب على الحبلين، و ممارسة النفاق السياسي دون اظهار موقف واحد و وحيد، و ذلك حتى يتسنى لها حفظ ماء وجها مع المغرب من جهة، و دعم البوليساريو على موائد الشاي الصحراوي من جهة أخرى.

 

الرئيس الموريتاني الذي وصل الى الحكم بعد انقلاب عسكري على سابقه، و حسب ما يتم تداوله من طرف بعض المصادر من موريتانيا، يميل الى جبهة البوليساريو، و ذلك لعدة اعتبارات، لعل أهمها طبيعة النظام في تيندوف، الذي يشبه الى حد بعيد النظام الموريتاني الحالي، و الذي يستند على حكم عسكري منبني على أفكار شيوعية محضة، كما أن مخالطته لعدد من القيادات في الجبهة، و مجالستهم في اطار موائد الشاي الغالبة على الثقافة الحسانية، تجعل عاطفته تميل الى الطرف الاخر.

 

و لا يمكن اليوم الاستغراب من أي موقف تخرج به الجارة الجنوبية للمملكة، في ظل ضعف الديبلوماسية المغربية بجميع أنواعها داخل هذا البلد، خصوصا و أن سفارة المملكة هناك، تعيش على وقع الجمود منذ زمن بعيد، في وقت يلاحظ فيه غياب اللمسة الرسمية على حياة المغاربة الذين يعيشون هناك، و هم مرغمون على دفع “قهوية” أو “التركيعة” كما يصطلح عليها محليا في موريتانيا، مقابل أي نشاط يودون القيام به، بل حتى شواهد الاقامة يحصلون عليها مقابل مبالغ مالية مرغمين تحت وطأة الغربة و الظلم.

 

اليوم و قد أظهرت موريتانيا سوء النية، وجب على الجهات المختصة البحث في أرشيفاتها، و محاسبة من كانوا يمنحون الامتيازات لعدد من الموريتانيين بدعوى القضية الوطنية، الى أن وصلت الدرجة بأن يحصل واحد منهم على رخصة توزيع المشروبات الغازية لوحده، و اخر على رخصة توزيع الدقيق، و ما خفي كان أعظم، و حتى و ان أمسكت موريتانيا القطة من ذيلها، لا احد سيدفع الثمن سوى ذلك الجندي المرابط على الحدود، لأن الوضع بطبيعة الحال سيختلف عن الوضع مع الجزائر التي لا نتشارك معها أرضا كالكويرة و قندهار.

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى