هل يتمكن اثرياء الحرب من اطلاق سراح مجرمي اكديم ايزيك

المحرر العيون

 

من الواضح أن البوليساريو تسعى جاهدة الى اطلاق سراح معتقلي اكديم ايزيك، بعدما نجحت في وقت سابق في الظغط على المغرب من اجل الغاء الاحكام التي اصدرتها المحكمة العسكرية في حقهم، ما اعتبره الانفصاليون انتصارا طبلوا و زمروا له، بل و أنهم اعتبروه اعترافا ضمنيا للمغرب، بعدم مشروعية محاكمة هؤلاء المجرمين.

 

و اذا دافعت البوليساريو على شرذمة موالية لها، و طالبت باطلاق سراحها فيمكن اعتبار هذا الامر طبيعي جدا، بحكم الولاء الذي يقدمه المعتقلون لها، و ما من شأنهم أن يقدموه للطرح الانفصالي اذا ما عادوا لمعانقة الحرية، لكن الغير المفهوم هو عندما يخرج احد المنتسبين للمغرب بتصريحات تطالب بشكل مباشر او غير مباشر باطلاق سراح هؤلاء، و كأن عائلات الضحايا لا وجود لهم في قاموس هذه الدولة، أو كأن شهداء الواجب يشكلون مادة رخيصة داخل مجتمعنا.

 

التدقيق في طبيعة الاشخاص الذين يضغطون بشكل غير مباشر على الدولة من اجل اطلاق سراح المجرمين، ينتهي باكتساب قناعة أن معظمهم من اثرياء الحرب الذين يجنون أموالا طائلة من النزاع حول الصحراء، حيث أن أول عبر عن عزمه المطالبة باطلاق سراحهم هو حميد شباط، عندما كان سمنا على عسل مع حمدي ولد الرشيد، بل أن وقاحته وصلت به الى تقديم وعود بتقديم ملتمس للملك يطالب من خلاله باطلاق مجرمين قد لا يختلفون معه في التوجه بحكم ما يشاع على هذا الرجل من بلطجة بمدينة فاس، و حتى يرضي ولد الرشيد الذي كان له فضل كبير في الوصول الى راس الاستقلال، فقد وعد بالدفاع عن مجرمين قتلوا رجال الامن في جرائم موثقة بالصوت و الصورة.

 

اللغة المرتجلة التي يتحدث بها بعض شيوخ تحديد الهوية، تؤكد فعلا على ان المغرب يسكب الماء في الرمال عندما يحابي هؤلاء بمليون سنتيم شهريا، كي يشهدوا بأن هذا الرجل ينتمي لهذه القبيلة أو تلك، و لو أن المملكة وفرت الاموال التي صرفتها على تحديد الهوية، لأقامت معامل “أ دي ان”، قد تحدد انتساب جدود الاشخاص في عهد الجاهلية، و لساهمت في فك الالاف من الجرائم، ولأن بقاء مليون سنتيم شهريا يرتبط ببقاء النزاع حول الصحراء، تجد بعض المستفدين يحاولون الدفاع عن عودة هؤلاء المجرمين الى الشوارع، حتى يستمر النزاع و حتى لا يغلقوا دكاكينهم.

 

ان من يدافع عن اطلاق سراح مجرمي اكديم اليوم، لا يقل وحشية عنهم، و بامكانه أن يقتل النفس التي حرم الله للمصلحة الشخصية، و عندما يشاهد الانسان الجرائم التي ارتكبها أعداء الله و أعداء الوطن في حق عناصر المحافظة على النظام، ثم يدافع عن اطلاق سراحهم، فذلك يعني ان الوطنية التي يدعيها ليست سوى شعارات قد تتغير بمجرد وقف المحاباة التي تقدمها الدولة و التي يتكبد خسائرها ساكنة الجبال و المناطق النائية.

شارك هذا المقال على منصتك المفضلة
اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد