ابنة بنكيران: ألا تحمل الجنسية المغربية؟

عادل قرموطي
في ظل الهرج و المرج الذي خلفه خبر توظيف نجلة عبد الاله بنكيران رئيس الحكومة، و ما شابته من تساؤلات جفت العديد من الأقلام، نتساءل عن صحوة المغاربة التي طهرت فجأة، و التي تكبر الى درجة القلاقل فقط عندما يتعلق الامر بأحد الوزراء أو المسؤولين الذين يعلم الصغير قبل الكبير أنهم لا يهشون ولا ينشون، في ظل الصراع الذي لازال مستمرا بين فلول التماسيح و تلاوين مختلفة من اللوبيات التي تجر كل حسب توجهاتها الايديولوجية و السياسية، و حتى لا تفوتنا الفرصة لا بأس أن نذكر من يقيمون الدنيا ولا يقعدونها اليوم بسبب توظيف ابنة رئيس الحكومة، أن آل الفاسي لم يتركوا أحدا من سلالتهم دون توظيفه في مناصب بعضها تم احداثه خصيصا لهذا الغرض.
الجعجعة التي لا يزال غبارها يملؤ الفايسبوك، و ما تخللها من انتقاذات لرئيس الحكومة، لم تأتي بأي سند موضوعي يمنع هذه الاخيرة من التوظيف، في وقت تتمتع فيه بالجنسية المغربية و يسري عليها القانون الذي يسري علينا جميعا، و الذي لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يمنعها من التوظيف، خصوصا و أنها تمتلك من الشواهد ما يخول لها التباري على وظيغة شأنها شأن باقي أبناء المغاربة، و إن كان المغاربة يعتزمون منع أبناء الوزراء من التوظيف فلابد لهم ان يقبلوا بتعويضهم عن ذلك في اطار ما بات يسمى بالريع السياسي، تماما كما هو الشأن بالنسبة لتقاعد الوزراء، أما أن تقام الدنيا و تقعد كلما وظف ابن وزير دون سند يدحض شرعية توظيفه، فان هذا لا يمكن أن يكون سوى تطاولا على حقوق شريحة من المجتمع يمكن اعتبارها أقلية بالعودة الى عدد الوزراء و مقارنته بعدد الاباء في المغرب.

توظيف أبناء المسؤولين موجود في جميع القطاعات، و يكفي أن يجري أي ناشط بخثا في اطار الحق في الوصول الى المعاومة كي يكتشف كم من كولونيل تمكن ابنه من ولوج الاكاديمية و العسكرية، و كم من قاضي تخرج حديثا ينحدر من أسرة ربها يعمل في سلك القضاء، و نفس الشيء بالنسبة للطب و الامن و الداخلية، و حتى الجماعات الترابية…. و الغريب في كل هذا هو عندما يتجاوز المغاربة كل هذا و يركزون على رئيس الحكومة، و نظيره في الحكومة البائدة قد وظف جميع أقاربه دون أن يتجرأ عدد كبير ممن يفتحون أفواههم اليوم أن يدلوا بدلوهم في النازلة، اما اذا كان هؤلاء يريدون أن تلازم ابنة بنكيران منزل والدها لمجرد أنه رئيس للحكومة فذلك شيء آخر.

ان ما بجهله أغلب المعلقين على توظيف ابنة رئيس الحكومة، هو أن هناك أمين عام لحزب كبير سبق و أن تم توظيفه في الهاكا، بطريقة بررت كونه من مؤسسي احدى الهيئات التي تأسست عندما كان هو في سن المراهقة، و من يدري ربما يعلمون ذلك لكنهم لا يتجرؤون على الكلام، لأن الحكرة عادة ما تمارس على الاشخاص الأقل عدوانية، و لان المنتقذين اليوم لا يتجرؤون سوى على التطاول على “الدراويش” بينما يبقى صعصع و من معه خارج أهداف نبال الانتقاذات لأنه و بكل بساطة يعلم كيف ينتقم….

زر الذهاب إلى الأعلى